زاكروس عربية – أربيل
قال المحلل السياسي جواد حمد الجبوري، اليوم الأربعاء (14 تشرين الأول 2020) إن الأزمة الاقتصادية التي يمر بها العراق كانت نتيجة للإخفاقات خلال الحكومات المتعاقبة بعد الاحتلال، وأشاد بموقف إقليم كوردستان "حكومة وشعباً"، مع إخوانهم العرب في محنتهم إثر هجوم داعش على مناطقهم.
وأشار الجبوري في حديث حصري مع زاكروس عربية، إلى أن الأزمة الاقتصادية في العراق "كبيرة ومركبة وصعبة" وأن البلاد لم تشهد أزمة مماثلة منذ بداية تأسيس الدولة العراقية، مشدداً على أن ما حدث "كان نتيجة للإخفاقات خلال الحكومات المتعاقبة بعد الاحتلال".
فيما عزا الجبوري إلى عدم أسباب "موضوعية" منها "الاعتماد على الاقتصاد الريعي فقط"، حيث أن موازنة الدولة تعتمد بنسبة أكثر من ٨٥٪ على واردات النفط ، وبالتالي يكون الاقتصاد مضطرب معتمدا على مستوى الصادرات من النفط وسعر البرميل. إلى جانب "عدم تكامل الوزارات والمؤسسات الداعمة للاقتصاد" مشيراُ إلى أن "تردي الوضع الصناعي والزراعي ينعكس سلباً على الوضع الاقتصادي."
بحسب الجبوري فأن السبب الآخر هو الوضع الأمني من ٢٠٠٣ ولحد الآن وخصوصاً خلال احتلال عصابات داعش للمدن، وهو ما يزال ينعكس سلباً على واقع الاستثمار، إلى جانب "عدم نضوج فكرة واضحة لصالح البلد بخصوص قانون الاستثمار"، بالإضافة إلى "اعتماد الفرد على القطاع العام والبعد عن القطاع الخاص وعدم توفر فرص العمل".
كذلك نوه الجبوري لسبب أخير لهذه الأزمة وهو "الفساد المالي والإداري الذي استشرى في معظم مؤسسات الدولة"، دون أن يغفل وجود "الكثير من الأسباب الأخرى"، موكداً أنه "لذلك البلد يمر في أزمة حقيقية ومن أهم حلولها هو الحد من الفساد وتفعيل الصناعة والزراعة و تعزيز الموارد التي ترفد الاقتصاد".
أشاد الجبوري كذلك إقليم كوردستان "حكومة وشعباً"، وأنه سجل "موقفاً تاريخياً بالوقوف مع إخوانهم العرب في محنتهم، حيث استقبل الإقليم بكل محافظاته عشرات الآلاف من العوائل التي تهجرت بسبب هجوم عصابات داعش الإرهابية"، مؤكداً أن هذه العوائل "لم تلقى سوى الاحترام والترحيب من أهلهم في الإقليم والتسهيلات في الإجراءات في كل المنافذ إليه".
في جانب آخر، شدد المحلل السياسي أنه من بداية تولي الكاظمي للحكومة منذ فترة قليلة من الآن "بدأ بخطوات مهمة جداً، لتعزيز النظام المؤسساتي في الدولة العراقية وتعزيز هيبة الدولة والسماع لمطالب المتظاهرين، وتحديد موعد مبكر للانتخابات والإعداد لها، وفرض السيطرة على المنافذ وكثير من التعديلات في المواقع المهمة في مؤسسات الدولة".
كما شدد على أن "كل هذه الأمور تعطي مؤشرات إيجابية تحسب له، مع العلم الكل يدرك مدى صعوبة المهمة التي يقوم بها"، مضيفاً "لكن برأيي وحسب المعطيات سيتعدى كثير من الأزمات وسيفضي ذلك إلى انتخابات مبكرة خاضعة للرقابة الدولية".
من الجدير بالذكر أن الكاظمي يتمتع بعلاقات مهمة مع دول الجوار العربي والإقليمي والدولي، و"يدفع باتجاه عودة العراق إلى وزنه الحقيقي بين الدول، كما يتمتع بعلاقات جيدة ومتوازنة بين مكونات الشعب والكتل التي تمثلها"، وفق الجبوري.
إعداد: فرمان علي
التعليقات (0)
لا توجد تعليقات حتى الآن