Erbil 19°C الجمعة 22 تشرين الثاني 17:37

صاحبة نوبل تتحدث... كل كتاب كتبته بعد سن الخمسين تمت كتابته بسرعة كبيرة

الذي يجعل الوجود الفردي عالميا بفضل جماله الأخاذ
Zagros TV

زاكروس عربیه‌ - أربیل

ولدت الشاعرة الأميركية لويز غليك في مدينة نيويورك عام 1943. التحقت بكلية سارة لورانس، وجامعة كولومبيا. يعتبرها الكثير من النقاد من أكثر الشعراء المعاصرين موهبة في أميركا. تشتهر غليك بدقتها الفنية وحساسيتها وتركيزها على الوحدة والصمت والانفصال والموت والعزلة.

حصلت لويز غليك على جائزة نوبل في الأدب هذا الأسبوع "لصوتها الشعري الخاص، والذي يجعل الوجود الفردي عالميا بفضل جماله الأخاذ". ألفت غليك 12 كتابا شعريا. تميزت كتبها المبكرة بشخصيات تتصارع مع تداعيات علاقات الحب الفاشلة، والعلاقات العائلية المفقودة، واليأس الوجودي، واستمرت طوال أعمالها في محاولة استكشاف معاناة الذات.

نظرا لأن غليك تكتب كثيرا عن خيبة الأمل والرفض والخسارة والعزلة، كثيرا ما يشير النقاد إلى أن شعرها قاتم أو سوداوي؛ إنها في جوهرها شاعرة المهزومين. تكتب الشعر بطريقة أقرب إلى الأحلام السريالية التي تخلق لها عالمها الخاص.

هذه المقابلة مع غليك دارت بينها وبين "مؤسسة الشعر" في شيكاغو عبر الهاتف في أوائل صيف 2014 وتتحدث فيها عن الضعف والحزن وكيف تحدث عملية الكتابة. وأعادت المؤسسة نشرها على موقعها الإلكتروني بعد فوزها بنوبل.

تتحدث لويز غليك، في المقابلة، عن مجموعتها الشعرية ليلة مباركة وفاضلة "FAITHFUL AND VIRTUOUS NIGHT" وتقول إن القصائد التي جمعتها في هذا الكتاب حالمة وأثيرية وممتعة، اختبرت فيها التكثيف أكثر من أي وقت مضى. جمعت غليك في هذا الكتاب سلسلة من القصائد الحميمية المغوية والساحرة، لذلك تعتبره ولادة جديدة لها من أكثر من جانب".
 

لم تكوني متأكدة تماما من رغبتك في إجراء هذه المقابلة، في هذه المرحلة من حياتك، هل ما زلت تشعرين بالضعف عند نشر كتاب جديد؟
ـ يا إلهي. بالطبع أشعر بالضعف والرعب ونوع من الحزن على الكتاب الذي اختطفه العالم. لكني كنت سعيدة وهادئة جدا لمدة عام، حيث يمكنني الاستمتاع بنفسي ووجودي، بالإضافة إلى سعادة عدم الاضطرار إلى الكتابة لفترة، والشعور بإنجاز شيء ما.

صرحت في "واشنطن بوست" من قبل أنك كتبت بعض كتبك "بسرعة كبيرة جدا". كيف تصفين إبداع كتابك "ليلة مباركة وفاضلة"؟
ـ تقريبا كل كتاب كتبته بعد سن الخمسين تمت كتابته بسرعة كبيرة. أعني في ستة إلى ثمانية أسابيع، وأحيانا أطول قليلا. بين هذه الفترات غالبا ما كانت هناك فترات طويلة جدا من الفراغ، تحول ذلك الوقت بعد ذلك إلى قلق شديد. استغرق كتابي "حياة القرية" 2009 حوالي عام، شعرت بعده كيف يفترض بكاتب الأدب الخيالي أن يشعر. شعور مستمر بعالم خاص يمكنني الولوج إليه أي وقت. لم يكن هذا الكتاب مثل الكتب السابقة، بل كان بطيئا في تقدمه مثل الكتب التي كتبتها في الثلاثينيات والأربعينيات من عمري. ظهرت به أيضا قصيدة مؤلفة من 22 صفحة، رفضت لسنوات التعايش مع أي قصائد أخرى. امتلاك بعض القصائد المفردة، مؤلم أكثر من عدم امتلاك أي مادة. أشعر بالمسؤولية تجاه تلك القصائد. الفشل الدائم في توفير سياق يناسبها للنشر يسبب لي عذابا يوميا، لكن في النهاية المراحل الأخيرة من الكتاب كانت سريعة ولطيفة.
 

 أخبرينا قليلا عن كيفية ترتيب قصائدك. متى تشعرين أن هذا هو الترتيب المناسب؟
ـ كل كتاب مختلف عن الآخر. مع هذا الكتاب كانت هناك مشكلة جديدة تتعلق بالمونولوج الطويل، الذي بغض النظر عن تسلسل الأجزاء، بدا ساكنا. بعد فترة بدأت في كتابة قصائد سريالية إلى حد ما. قطع نثرية أخرى ذات مونولوج، لكن يختلف أسلوبها عن النص الأول. في النهاية كانت هناك قصائد نثرية، وتلاحمت الأجزاء الناقصة من النصوص معا في يوم أو يومين، بعد سنوات من الإحباط. على أي حال فإن تأليف كتاب من أجزاء متباينة، والاستمتاع بإعادة تركيب الأجزاء المتناغمة وغلق تروس النص، متعة كبيرة.

ما هي بذور أعمالك، هل تبدعين قصائدك من شعور ما تريدين نقله، أو من سؤال ترغبين في طرحه؟
ـ لا. ليس لدي أي شيء في ذهني. في الواقع أنا متشككة في أفكاري الحالية، وقناعاتي. أبدأ في الكتابة عندما تظهر عبارة في رأسي، مجموعة كلمات وأحيانا كلمة واحدة. تتمثل فكرتي في اكتشاف العالم، أو الصوت الذي يمكن أن تتحدث منه هذه الجملة أو القطعة، وما يمكن أن تتطور إليه سواء كان قصة أو شخصية أو حالة مزاجية.

 في هذه المجموعة يلعب الليل والصمت دورا كبيرا، ليس فقط في القصيدة عنوان الديوان، لكن في قصائد أخرى. كيف تغيرت علاقتك بموضوعاتك بمرور الوقت؟

ـ الليل والصمت عنصران جميلان وهما رئيسيان وثابتان في كل ما كتبت تقريبا. جل ما أفعله محاولات لإخراج كل هذا الصمت والظلام بشكل مختلف مرة تلو الأخرى. لكن بالرغم من ذلك لا يمكن اعتبار الكتاب الجديد مجرد رحلة مظلمة أخرى عبر نهر طويل.
أعتقد أن لهجتي تغيرت بمرور الوقت أكثر من تغير موضوعاتي. أخبروني أن موضوعات هذا الكتاب مخيفة، لكن يبدو لي أن أسلوبه يشبه الحلم، أو كما قال لي صديق "يطفو منتشيا". لكن قد يكون هناك 10 أشخاص فقط في العالم يفكرون في هذه الأشياء.

تستضيف هذه المجموعة العديد من المقطوعات النثرية القصيرة جدا، وهي الأعمال الأولى لك بهذا الأسلوب. كيف كان شعورك بكتابة النثر، وهل مثلت لك تحديا من نوع مختلف؟

ـ أنا مدينة بهذه القصائد لصديقتي كاثرين ديفيس، التي كانت فكرتها أن أقرأ قصص كافكا القصيرة، عندما كنت عالقة في الكتابة في وقت ما. فيما يتعلق بتحديات الشكل: سيقول معظم الكتاب، على ما أعتقد، إنهم عندما يفعلون شيئا جديدا تماما، لا توجد تحديات، ولا صعوبات. هذه هي لحظات الابتهاج الحقيقي. لا شيء خاطئا. كل شيء على ما يرام، يبدو مثاليا، واضحا بشكل مشع ومع ذلك من الصعب وصفه حتى الآن.

قلت ذات مرة إنك لا تقرأين العمل القديم أبدا. هل تبتعدين عن هذه القصائد بمجرد نشرها؟
ـ ليس بعد نشرها، لكن عندما أكون على وشك نشرها. لهذا السبب يصعب عليَّ نشر القصائد وأنا ما زلت مرتبطة بها، إنه شعور مثل أن تلامس الماء قدمي. نادرا ما أنظر إلى العمل القديم، لكن كان عليّ قبل بضع سنوات تدقيق صفحات كل كتبي، وقد كانت تجربة مدهشة.


تجربة مدهشة مثل ماذا؟
ـ كانت تجربة أسعدتني أكثر مما توقعت. شعرت في أحيان كثيرة بالفخر، بالرغم من أنني لاحظت مفردات معقدة إلى حد ما، اختفت في كتابتي الحالية.

هل هناك أي شيء تتمنين قوله لنفسك في الماضي كشاعرة شابة؟
ـ ستسير الأمور بشكل أفضل مما تعتقدين. لم أكن أتوقع حتى أنني سأعيش لسن 71. لم أكن أتوقع حتى أن أكون على قيد الحياة في العاشرة من عمري، لذلك حياتي بعد ذلك هي مكافأة إضافية.

 

راميار فارس ..

المصدر: ضفة ثالثة 

الأدب

التعليقات (0)

لا توجد تعليقات حتى الآن

الرد كضيف

هل ترغب في تلقي إشعارات؟
ابق على اطلاع بآخر أخبارنا وأحداثنا.