Erbil 21°C الجمعة 22 تشرين الثاني 17:12

الإنتباه في قاموس البرتو مورافيا

تميزت أعمال مورافيا الادبية بالواقعية ونفاذه لاعماق النفس البشرية

زاكروس عربية- اربيل

يعد البرتو مورافيا من أشهر كتاب ايطاليا في القرن العشرين ولد في روما عام 1907 وتوفي عام 1990 في روما نفسها التي قضى فيها جل حياته.

ترجمت اعمال مورافيا الادبية الى عدة لغات عالمية وصار لها جمهور واسع من القراء والمتلقين حول العالم وتم تحويل بعض اعماله الروائية الى افلام سينمائية مثل فلم ( 1934) المأخوذ من رواية 1934 لمورافيا. كان يكتب بالايطالية ويتحدث اللغتين الانجليزية والفرنسية.

تميزت أعمال مورافيا الادبية بالواقعية ونفاذه لاعماق النفس البشرية وتبسطه في سرد مشاعر الجنس لدى ابطال رواياته والتركيز على التحليل النفسي للعلاقات بين الطرفين، كذلك هاجم مورافيا من خلال ادبه الفساد الاخلاقي في ايطاليا ما قبل وبعد الحرب العالمية الثانية وتأثير النظام الفاشي نظام موسليني الذي ادخل ايطاليا في لجة الحروب والصراعات كان تبعاتها ثقيلة على ايطاليا ما عرضه للملاحقات من قبل البوليس الايطالي انذاك.

كتب مورافيا عدد من الاعمال ما بين الرواية والمجموعات القصصية القصيرة نذكر منها ،السأم، الاحتقار،امرأة من روما ، المرأتان، العصيان، حكايات من روما، الفردوس، دولاب الحظ، مراهقون، ،أنا وهو، وقد كتب تلك الاعمال في الاعوام الممتدة ما بين عام 1939 والعام 1970.

من روايات البرتو مورافيا والتي اثارة جدلاً واسعاً في الندوات الثقافية وبين النقاد رواية (الانتباه)   لا سيما وأن مورافيا طرح فيها، لأول مرة، مشكلة الكاتب الروائي أمام أبطاله، وكيف ينبغي له أن يواجه واقعهم وواقعه: أيكون صادقاً مئة بالمئة، أم يحور في هذا الواقع؟ كل ذلك يرويه مورافيا على لسان بطل الرواية والشخصية الاساسية فرنشيسكو الذي يسرد أحداث الرواية على شكل يوميات يكتبها بهدف استخلاص مادة دسمة لكتابة روايته الأولى وهي حلم يسعى الى تحقيقه منذ زمن بعيد.

 وفرنشيسكو صحافي يعمل في احدى الصحف اليسارية الايطالية ويكلف مهمة السفر الى عدد من البلدان حيث يكتب مقالات تلقى استحساناً لدى القراء. يقوم ، ومن خلال كتابته لليوميات، بتصوير حياته الأسرية المفككة مع زوجته كورا وابنة زوجته غير الشرعية.

ويواجه البطل سؤالاً محيراً أثناء شروعه بكتابة اليوميات: ترى، هل يسرد الأحداث والتفاصيل المتعلقة به وبأسرته حقيقية كما هي أم يضيف إليها بعض التحريف والأحداث البعيدة من الواقع، خصوصاً ان هناك وقائع حساسة تتعلق بزوجته كورا، منها انها  كانت تدير بيتاً للدعارة وأنها حاولت مراراً بيع ابنتها غير الشرعية كسلعة جنسية بخسة الى زبائنها وهي في عمر الرابعة عشرة، كما حاولت بيعها الى زوجها فرنشيسكو، وهذا ما سيكتشفه البطل بعد أسئلة مطولة يطرحها على ابنة زوجته لاحقاً.

ويأتي اكتشاف البطل لحقيقة زوجته المؤلمة متأخراً، بعدما هجرها من دون ان ينفصل عنها ليبدأ رحلاته الصحافية الى بلدان العالم.

عندها يقرر البطل ان يكون منتبهاً بعدما كان يعيش في فلك اللاإنتباه، ويضع عنواناً لافتاً ليومياته هو العنوان نفسه الذي وضعه مورافيا وهو "الانتباه".

رواية "الانتباه" هي علامة بارزة في أدب مورافيا، وسيجد من يقرأها بعض الصعوبة لتشابك الأحداث وتطور المواقف، ما يضفي عليها مسحة من التعقيد، لكنه سرعان ما يكتشف الأجوبة الشافية لعدد من التساؤلات التي ستطرح نفسها في فصول الرواية والتي تنتهي بموت كورا زوجة فرنشيسكو بطل الرواية واكتشافه في لحظة ما، ان اليوميات التي كتبها والتي أراد ان يستخلص منها مادته الروائية الخام ليبدأ بكتابة رواية جديدة، أصبحت رواية كاملة بحد ذاتها.

راميار فارس 

الأدب

التعليقات (0)

لا توجد تعليقات حتى الآن

الرد كضيف

هل ترغب في تلقي إشعارات؟
ابق على اطلاع بآخر أخبارنا وأحداثنا.