نيجيرفان بارزاني في إفتتاح محطة للطاقة في بازيان: الإقليم سينتصر على العقبات
أكد رئيس وزراء إقليم كوردستان نيجيرفان بارزاني، في كلمة ألقاها خلال مشاركته في مراسيم افتتاح محطة كهرباء بازيان ذات الطاقة الإنتاجية الـ 400Kv ، بأن إقليم كوردستان سينتصر على الأزمات الحالية ويجتاز العقبات.
نص كلمة رئيس حكومة إقليم كوردستان:
الحضور الكريم
صباح الخير...
مرحباً بكم جميعاً إلى مراسم افتتاح مشروع محطة (400 كي في) في بازيان، أهنئ الجميع بانتهاء تنفيذ هذا المشروع الهام، وأرجو أن يكون هذا المشروع عوناً على حل جزء من مشكلة الكهرباء في هذه المنطقة وفي إقليم كوردستان.
أبارك لوزارة الكهرباء، شركة النفط الوطنية الكورية، شركة (بوسكو) الكورية المنفذة، وزارة الموارد الطبيعية وجميع الذين بذلوا جهوداً كبيرة وأبدوا همة عالية، وبعد الكثير من المشاكل والمعوقات، وبعد أن طال أمد تنفيذ المشروع بسبب الحرب على الإرهاب والأزمات، تمكنوا في النهاية من تنفيذ المشروع، وأشد على أياديهم.
وأتوجه بالشكر الخاص إلى دولة كوريا، التي أثمرت زيارتي لها قبل حوالي عشر سنوات، عن اتخاذ قرار تنفيذ هذا المشروع، حيث وافق الرئيس الكوري آنذاك على هذا المشروع ومشروع آخر في (ناحية) خَبات سنقيم قريباً بإذن الله مراسم افتتاحه، وسيؤدي إلى زيادة في إنتاج الطاقة الكهربائية في إقليم كوردستان.
أرحب بجميع القناصل الذين جاؤوا إلى هنا اليوم ويشاركون في هذه المراسم، أهلاً بهم.. إن قدومهم وقطعهم هذه المسافة الطويلة يدل على دعمهم لإقليم كوردستان، فمرحباً بهم من جديد.
وأود أن أوجه الشكر الخاص لأبناء هذه المنطقة عموماً، وإلى الشخصيات الكريمة التي جاءت وحضرت هنا اليوم، وكان لها دور كبير في حل العديد من المشاكل الاجتماعية والنزاعات على الأراضي والتعويض عنها في سبيل إنجاز هذا المشروع. أشكرهم مرة أخرى، ونحن في حكومة إقليم كوردستان نقدر عالياً دوركم ونأمل منكم الاستمرار في تقديم هذا الدعم، وإن كانت هناك مشكلة متبقية، فلا شك أننا سنعمل بإذن الله على حلها مع المحافظ والجهات المعنية.
أيها السادة الحضور
هذا المشروع هو جزء من شبكة ستراتيجية واسعة في قطاع الكهرباء، كانت الحكومة قد خططت له مسبقاً، لكنه كغيره من المشاريع الأخرى، تأخر إتمامه بسبب الحرب والأزمة المالية، صحيح أن الحرب والأزمات كان لها تأثيرها على كافة قطاعات الحياة، إلا أن حكومة إقليم كوردستان، وبفضل مساندة المخلصين وأصدقاء شعب كوردستان، سعت إلى التغلب على الأزمات والمشاكل، واستمرت قدر الإمكان في تنفيذ المشاريع.
نعم، نحن نعلم بأن هناك مشاكل جدية في قطاع الكهرباء، ولم يكن ممكناً تنفيذ البرامج والخطط بالصورة المطلوبة. وقد أدى التقدم المستمر في جوانب الحياة، توسع البلدات والمدن، الأسواق والمولات، المناطق الصناعية وإعادة إعمار القرى، إلى حاجة متزايدة باستمرار إلى الطاقة الكهربائية وجميع الخدمات الأخرى. وبينما أخذت الحرب والأزمات بخناقنا، كان كل ذلك سبباً لعدم تمكن الحكومة من تنفيذ برامجها وخططها بالصورة المطلوبة.
ورغم كل ذلك، استطاعت حكومة إقليم كوردستان أن تخطو إلى الأمام، وخصصت نفقات كثيرة لقطاع الكهرباء. وشجعت القطاع الخاص في أربيل، السليمانية، دهوك، حلبجة والمناطق الأخرى على الاستثمار وتنفيذ مشاريع كبرى في هذا القطاع.
واليوم، حققنا النصر على الإرهاب ومخططات الخصوم، بصمود الشعب وتضحيات البيشمركة الأبطال، وأصبحنا قاب قوسين من تخطي الأيام الصعبة. وتخطو الحكومة، حسب الإمكانيات المتوفرة لديها، خطوات إلى الأمام وتستأنف تنفيذ أعمالها ومشاريعها. ولا شك أننا في قطاع الكهرباء بحاجة إلى اتخاذ خطوات كبيرة وصغيرة، وهذا المشروع واحد من هذه الخطوات، ومحاولة للتخفيف من مشاكل الكهرباء في عموم إقليم كوردستان.
وفي إطار جهود وخطط الحكومة لتحسين وضع قطاع الكهرباء، وكما أعلن عن ذلك سلفاً، ستقوم الحكومة بتطبيق نظام العدادات الذكية. وسيسيطر هذا النظام على استهلاك الكهرباء ويلعب دوراً كبيراً في تنظيم توزيع الكهرباء وزيادة عدد ساعات تزويد المواطنين بالكهرباء الوطنية.
وإلى جانب هذا، فإن لهذا النظام جانباً ثقافياً هاماً جداً، يقضي على الثقافة اللامدنية وعلى الإسراف والمخالفات في استخدام الطاقة الكهربائية. وبدلاً عن ذلك سينشئ لثقافة جديدة إيجابية. ثقافة الاقتصاد وعدم الإسراف في استهلاك الكهرباء، وهي ثقافة ضرورية جداً لبلدنا، ومن هنا أدعو وسائل الإعلام إلى مساعدتنا في توعية مواطني إقليم كوردستان إلى عدم هدر الطاقة الكهربائية والإفراط في استهلاكها. هذا النظام سيحث الجميع على استخدام الكهرباء على قدر حاجتهم وفي الزمان والمكان اللذين تدعو فيهما الحاجة إلى استخدامها، لا أكثر.
السادة الحضور
هذا المشروع، في بازيان، سيعود بالفائدة على كل شبكة الكهرباء الوطنية في إقليم كوردستان، ولكنه ذو فائدة خاصة لهذه المنطقة، التي هي منطقة صناعية، ويمكن أن تفيد منه المشاريع الصناعية بسهولة أكبر. وكما ورد في خطط وبرامج الحكومة، نأمل أن نمضي بمشاريع أخرى في مجالات أخرى في هذه المنطقة نحو التنفيذ والإنجاز.
إن منطقة بازيان، وأبناء المنطقة وأطرافها الصامدين، والتي كانت دوماً منطقة الثورة والنضال والتاريخ المشرف، لا شك يستحقون المزيد من الأعمال والخدمات والمشاريع. إن الحكومة ستواصل مسيرة الإعمار والعمل والخدمة. وستعمل من أجل جميع مناطق إقليم كوردستان بدون تمييز، وتنظر إلى جميع المناطق بعين واحدة. وتقدم خدماتها وتنفذ أعمالها ومشاريعها لجميع المناطق على قدم المساواة.
إن الحكومة لم تميز قطّ بين منطقة وأخرى، أو محافظة وأخرى. وقد أدت الخلافات السياسية والتنافس الحزبي، في بعض الأحيان، إلى قيام البعض لخدمة أهداف سياسية وبدون التحلي بروح المسؤولية بتقديم صورة تزعم فيها أن الحكومة تميز بين المناطق والمحافظات، وهناك من يستغل كل شيء ويستخدمه لضرب وزعزعة الثقة بالحكومة والحكم الذاتيين.
دأب هؤلاء على نشر ثقافة الرفض لكل شيء، ليس لسبب وإنما لمجرد أنهم ليسوا في السلطة ولم ينالوا ثقة الشعب، هذا داء قاتل يتم نشره، لأن الوطن والحكومة والمؤسسات هي ملك لشعب كوردستان، وليست حكراً على حزب أو جهة معينة. صحيح أن هناك أخطاء ونواقص، ومشاكل، ولكن ليس كل ما في هذا البلد لوحة سوداء، بالصورة التي ترسم في بعض الأحيان.
إن شعب كوردستان أكثر وعياً ونباهة من أن يسمع لذلك الخطاب السوداوي المحبط. وقد كان وعي ونباهة شعب كوردستان هو الذي دعم، خلال السنوات الماضية، حكومة الإقليم في الصمود في وجه كل المصاعب والمشاكل والأزمات، وعدم فقدانها الثقة، لأنها كانت مطمئنة إلى أن مواطني إقليم كوردستان يساندون هذه الحكومة.
وهنا، أود أن أكرر التعبير عن غاية تقدير وشكر الحكومة لجميع مواطني وموظفي إقليم كوردستان الذين اتخذوا مواقف وطنية مخلصة وكريمة وأبدوا كل التفهم للأوضاع والأخطار المحدقة بإقليم كوردستان، والذي جعلنا اليوم في إقليم كوردستان نستطيع الوقوف على أقدامنا.
نتقدم بالشكر والتقدير للبيشمركة الأبطال والقوى الأمنية والمتطوعين، الذين دافعوا بأرواحهم ودمائهم وحافظوا على مكاسب إقليم كوردستان، وننحني إكراماً وإجلالاً للشهداء، ونتقدم بالتحايا والحب لعوائلهم العزيزة.
أيها الحضور الكريم،
أيها الكوردستانيون الأحبة...
إن مصلحة إقليم كوردستان والحفاظ على حقوقه ومكاسبه، تطالب بوحدتنا وتآلفنا، ومن الطبيعي جداً أن تختلف الأطراف السياسية وتتنافس فيما بينها، لكن المصلحة العامة وتحقيق وضمان الحقوق الدستورية لإقليم كوردستان يفرضون علينا أن نكون معاً فيما يتعلق بالقضايا المصيرية وأن نكون صفاً واحداً ونعمل معاً في سبيل هذه الأهداف. وهنا أكرر مطالبتي للأطراف السياسية في إقليم كوردستان بأن تضع خلافاتها السياسية وتنحيها جانباً، وأن نذهب إلى بغداد كفريق واحد وببرنامج واحد يقوم على أساس مصالح شعب كوردستان.
ختاماً، أبارك مرة أخرى جهود الجميع في تنفيذ هذا المشروع، وأرجو أن نلتقي من جديد لوضع الحجر الأساس وافتتاح مشاريع أخرى في هذه المنطقة وفي جميع مناطق إقليم كوردستان.
وهنا أود أن أشكر هوشيار سيويلي الذي كان حينها وزيراً، وهو من المدعوين إلى هذه المراسم، أشكره على جهوده التي بذلها في حينه من أجل تنفيذ هذا المشروع، وأود أن أعبر له عن الشكر على كل ما أنجزه.
أرجو لكم جميعاً يوماً طيباً، وأهلاً بكم.
وشكراً.
التعليقات (0)
لا توجد تعليقات حتى الآن