زاكروس عربية - أربيل
شدد المحلل السياسي، مؤيد الجحيشي، على أن "جهود رئيس الوزراء الاتحادي، مصطفى الكاظمي، الداخلية والخارجية، كانت لابد أن تتوج بزيارة إقليم كوردستان العراق ولقاء الرئيس مسعود بارزاني والقيادات السياسية في الإقليم، لوضع النقاط على الحروف وحل المشاكل الإدارية والمؤسساتية العالقة بين بغداد وأربيل التي تراكمت نتيجة السياسيات العدوانية تجاه إقليم كوردستان وعموم العراق".
أضاف الجيحشي في تصريح لزاكروس عربية، اليوم السبت (12 أيلول 2020) أن توقيت زيارة الكاظمي لإقليم كوردستان "ملائم ومهم جداً، لا سيما أنها جاءت بعد سلسلة الزيارات التي قام بها رئيس الوزراء الاتحادي لدول إقليمية والويلات المتحدة، وبعد عدة جولات لوفد إقليم كوردستان التفاوضي إلى بغداد بهدف حل المشاكل العالقة".
كما شدد الجيحشي على أنه "كان لابد للكاظمي من لقاء الرئيس مسعود بارزاني، لأنه مرجعية سياسية كبيرة لكل العراق، ومن القادة الكبار في البلاد الموجودين على قيد الحياة، وكي يتمكن من إتمام سياسته الداخلية والخارجية لا بد له من تبادل الآراء مع الرئيس بارزاني".
من جانب آخر ، شدد الجحيشي على أنه "لا خلافات سياسية بين بغداد وأربيل، فلا يمكن القول بإن سياسية الإقليم الداخلية أو الخارجية مخالفة للسياسة الدولة العراقية أو العكس"، منوهاً أن "الدستور تعمق في هذه التفاصيل، كما أنه يكفل للإقليم ممارسة سياسة خاصة به دون تدخل من بغداد، أو أن يتدخل هو في سياسية بغداد سِوى إبداء الرأي والمشورة، أو الاعتراض على بعض سياسيات الحكومة الاتحادية تجاه الداخل العراقي أو مع دول إقليمية"، مؤكداً أنها "حقوق مصانة وفق الدستور العراقي".
في سياق الحديث عن ملف الخلافات، أكد الجحيشي على "فشل" سياسات رؤساء الوزراء السابقين في العراق، وشدد "لو أن حيدر العبادي، حين كان رئيساً للوزراء بادر بزيارة الإقليم وعرض الخلافات ومنها ما يتعلق بالاستفتاء، بشكل مباشر مع قيادات الإقليم لما وصلنا إلى هذه المرحلة من المشاكل"، كما أكد في الوقت ذاته أن تلك الخلافات والمشاكل "كان أساسها ومنبعها الحكومة الاتحادية وليس إقليم كوردستان"، مذكراً أنه "يجب أن لا ننسى أن إقليم كوردستان يتمتع بحكومة ومؤسسات دستورية وحقوق مفصلة وموضحة بموجب القوانين التي تشكل الدستور".
أضاف المحلل السياسي لحديثه الإشارة إلى أن "هناك توصيات أميركية وأوربية وصلت للكاظمي تحثه على الاهتمام بالعلاقة مع إقليم كوردستان، وحل المشاكل الإدارية والمؤسساتية وإزالة المشاكل المفتعلة من قبل سياسيين في بغداد والتي كان يمكن حلها وفقاً للدستور، إلا أن رؤساء الحكومات السابقة مثل العبادي والمالكي لم يكونوا يريدون حل هذه المشكلات، وكانت سياساتهم عدوانية تجاه إقليم كوردستان وعموم العراق".
كما نوه الجحيشي أن "الكاظمي رئيس وزراء جاء في ظروف استثنائية من مظاهرات وقتل متظاهرين وحركة احتجاج شعبية واسعة، كما أنه جاء دون أن تكون له كتلة برلمانية، واستلم مهامه في ظل أزمات متعددة اقتصادية وصحية (كورونا) وتراجع أسواق النفط، كما أنه أتى لمواجهة هذه الظروف والأزمات بالإضافة إلى اجراء انتخابات مبكرة وحل البرلمان".
مختتماً حديثه لزاكروس عربية بأن "الكاظمي ماضٍ في حلحلة المشاكل المتراكمة بين بغداد وأربيل وفقا للدستور، وما زيارته إلى إقليم كوردستان واجتماعه المباشر مع الرئيس بارزاني إلا أمل كبير في التوصل إلى حلول من أجل الارتقاء بشعب كوردستان وعموم الشعب العراقي إلى مصافي الدول المتقدمة".
هذا واختتم رئيس مجلس الوزراء، مصطفى الكاظمي، مساء أمس الجمعة، زيارته لإقليم كوردستان والتي استمرت ليومين، عقد خلالها سلسلة من الاجتماعات مع المسؤولين في حكومة الإقليم، فضلاً عن اجتماعه مع الرئيس مسعود بارزاني.
التعليقات (0)
لا توجد تعليقات حتى الآن