Erbil 28°C السبت 06 كانون الأول 22:19

كمال اللبواني لزاكروس: تركيا تتريث في تسليم إدلب لأن روسيا لم تساعدها باستكمال السيطرة على الشريط الحدودي

يتحدث عن مستقبل سوريا
Zagros TV

زاكروس عربية - أربيل

تحدث الدكتور كمال اللبواني عن مفهوم "الفيدرالية الثقافية" كإحدى طرق الحل السياسي في سوريا، شارحاً بأنها “للتعبير عن اتحاد العرب والكورد كمكونين قوميين وغيرهم طبعاً. أي الاعتراف بالقومية الكوردية وحقوقها الثقافية"، ومشدداً على أن تكون سوريا "دولة تعاقدية غير قومية ولا دينية"، مؤكداً على أن "الحل الطبيعي هو التفاهمات المحلية بين سكان الأرض، وهذا يتطلب حوار كوردي كوردي وعربي عربي ثم كوردي عربي".

أضاف اللبواني في حوار أجرته معه زاكروس عربية، اليوم الخميس (16 تموز 2020) مشخصاً ومنتقداً واقع كافة منصات المعارضة السورية بأنهم "منتفعون يعملون وكلاء عند الدول ويبحثون عن المكاسب الخاصة"، أما مستقبل هيئة تحرير الشام فوجده "بيد التركي هي ورقة يلعب بها، وتركيا تتريث في تسليم إدلب لأن روسيا لم تساعدها في استكمال السيطرة على الشريط الحدودي".

كذلك ذهب اللبواني إلى أن النظام السوري “عملياً يتداعى على كل صعيد"، وأن روسيا "لم تعد لاعباً ذو قيمة في اللعبة (السورية) التي أصبحت بين اسرائيل ومن خلفها أميركا، وإيران".

عن ملف الانتهاكات اللامتناهية من قبل الفصائل الموالية لتركيا في المناطق التي نفذت فيها عمليات الأخيرة عمليات عسكرية، معلقاً بأن "ما يحدث على الأرض في شمال سوريا مشين، والحالة الأمنية رديئة، وهناك معاناة كبيرة للسكان والنازحين"، فيما لم تختلف رؤيته لشرق الفرات عن رؤيته للشمال، مع "غياب للأمن في مناطق شاسعة لعدم قدرة قوات سوريا الديمقراطية على ضبط الأمن فيها".

فيما يلي نص الحوار الكامل الذي أجرته زاكروس عربية مع الدكتور، كمال اللبواني:

زاكروس: لطالما انتقد الائتلاف مساندة روسيا للنظام في دمشق ومصادرة قرارها، في الوقت الذي تشير المعطيات إلى مصادرة تركيا للمعارضة السورية بقرارها السياسي والعسكري والإداري، إلى أي مدى يمكن الحديث عن استقلالية المعارضة السورية؟

لا توجد استقلالية لمنصات المعارضة كافة، بالأصل هم منتفعون يعملون وكلاء عند الدول يبحثون عن المكاسب الخاصة، لا توجد هوية ولا موقف، لكي نتحدث عن الاستقلالية، هم مجرد أوراق بيضاء تكتب الدول عليها ما تريد.  الشعب السوري فشل (أو مُنع) من تشكيل قيادة، أو مجالس تمثله … غياب التجربة، وجهود الدول، وتسلق الانتهازيين … هي العوامل التي أدت لذلك. الناس بواد والمعارضة بواد، طبعا تستطيع أن تكون حراً لكن كشخص منفرد، لم أتعرف على مؤسسات مستقلة حتى الآن في المعارضة.

زاكروس: في حديث لوزير الخارجية التركي جاويش أوغلو قبل شهر من الآن، قال إن بلاده تسعى إلى تحويل منطقة إدلب إلى منطقة آمنة، كيف تجد مستقبل هيئة تحرير الشام في إدلب؟

مستقبلها بيد التركي هي ورقة يلعب بها، سوف يستخدمها أفضل استخدام، هذا لا ينفي أنها تتلقى دعماً من دول أخرى، عربية ومن النظام، لكن التركي هو الأقوى بين اللاعبين بهذه الكرة … التي قد تتدحرج لمنطقة أخرى.

زاكروس: بعيداً عن تجميل لغة الخطابات وبعين الواقع كان كل توغل عسكري تركي في الشمال السوري برضى روسيا ومقايضة مناطق محررة مع النظام في المقابل. في ظل هذه المعادلة ما هي أوراق تركيا في مواجهة الطلبات الروسية في ملف إدلب؟

لماذا نفترض وجود تناقضات تركية روسية، هناك تبادل ومقايضة وليس تناقضات، التركي يتريث في تسليم ادلب لأن الروسي لم يساعد في استكمال الشريط الحدودي …  

زاكروس: تحدثت في مقال لك أنه "من شبه الحتمي أن تكون عقوبات قيصر قاتلة للنظام السوري"، بعد قرابة شهر من تطبيق العقوبات لا تغيير في المعادلات والداعمين والمواقف. كيف تقرأ العقوبات اليوم؟

النظام عملياً يتداعى على كل صعيد، ما تبقى منه هو الاحتلالات الداعمة، ما تبقى هو بشار ومجموعة مكاتب محيطة به يحكم بها سورية بالترهيب، وليس لديه مؤسسات، إذا رحل بشار لن تجد مؤسسة تنتج نظام جديد. هذه هي معضلة الروسي، الذي يريد التفاهم مع الأميركي، لكنه لا يستطيع التخلي عن بشار ولا استبداله، وبشار ربط مصيره كاملا بإيران، وشرط أمريكا للتفاهم مع الروسي هو خروج إيران، المتوقع في هذا الحال أن يقف الروسي موقف المتفرج، فلم يعد لاعباً ذا قيمة في اللعبة التي أصبحت بين اسرائيل ومن خلفها أميركا، وإيران … التي تتلقى دعما مخفيا من روسيا والصين.

زاكروس: ما تزال انتهاكات الفصائل العسكرية الموالية لتركيا والمغطاة سياسيا من الائتلاف تتصدر تقارير المنظمات الحقوقية سواء في عفرين أو تل أبيض أو سري كانيه/رأس العين وحتى باقي مدن الشمال، وهي انتهاكات بشقين سياسية مثل التغيير الديمغرافي وطمس وجود شعب وهويته القومية والثقافية وجنائية من قتل وخطف وسرقات وغير ذلك. أين يقف الدكتور اللبواني في هذا الملف؟

ما يحدث على الأرض في شمال سورية مشين، والحالة الأمنية رديئة، وهناك معاناة كبيرة للسكان والنازحين، سلطات تشبيح وغطرسة … وجرائم من كل الأنواع.. للأسف لا توجد في سورية بقعة واحدة يمكن العيش فيها بحرية وكرامة، بما فيها شرق الفرات حيث هناك غياب للأمن في مناطق شاسعة … نظرا لعدم قدرة قوات قسد على ضبط الأمن في هذه المنطقة الواسعة.

زاكروس: كنت أبديت تخوفاً من طروحات الفدرالية واعتبرتها محاولة انشاء دولة تارة وأن الأميركيين هم من يدعموها تارة أخرى، في حين أن الكورد يطرحونها في إطار وحدة البلاد وبالتوافق مع حقوق كل المكونات، هل بات السوري محكوماً بالكوردفوبيا؟

الفيدرالية هي نظام تتحد فيه دولتين، عندما تكون هناك دولة ويطرح موضوع الفيدرالية فيها يظهر كعمل تقسيمي، لذلك هناك عسرة تفاهم على هذا الموضوع، فيدرالية بين من ومن؟ كل فيدراليات العالم كانت دول وممالك وإمارات واتحدت، ألمانيا سويسرا بريطانيا أميركا … لذلك أو جدنا مفهوم الفيدرالية الثقافية للتعبير عن اتحاد العرب والكورد كمكونين قوميين وغيرهم طبعا. أي الاعتراف بالقومية الكوردية وحقوقها الثقافية، وقيام دولة تعاقدية غير قومية ولا دينية … كمرحلة أولى. اقترحنا تقسيم الحل لمرحلتين: الأولى الديموقراطية وحقوق الإنسان، ثم التمايز القومي وايجاد طريقة ليعبر كل شعب عن نفسه ويقرر مصيره، لكن هذا يتطلب تغيير في خريطة سايكس بيكو، وطريقة حدوث هذا التغيير: إما تقسيم وحروب ومنازعات على كل شبر، أو مسار اتحادي شامل للمنطقة.

زاكروس: بقناعتك الشخصية كيف يمكن حل القضية الكوردية في سوريا المستقبل التي تنشدها؟

مرحلة أولى ضمن حدود سايكس بيكو (ديموقراطية حقوق الإنسان، حقوق ثقافية)، مرحلة ثانية محو الحدود بين الدول الأربع إيران، العراق تركيا، وسوريا وإعادة بناء نظام سياسي اقتصادي اتحادي تعاوني بين المكونات الأربع العرب والفرس والترك والكورد … هذا يتماشى مع العولمة ومع التاريخ المشترك، ومع مصالح الشعوب ومسار سلمي يرضي الجميع، وينهي مرحلة الهيمنة الغربية …

زاكروس: لقاء التركي الإيراني الروسي الأخير حمل مضامين ورسائل متعددة إلى الكورد السوريين، وسط حديث عن تحضيرات لعملية عسكرية جديدة في كوباني وعين عيسى ولعب روسي على خط تسليم المنطقتين للنظام "تجنيباً لها من العملية"، ما تصورك لمستقبل المناطق الخاضعة لقوات سوريا الديمقراطية؟

الأجنبي يلعب في كل القضايا ولا يمكن الاعتماد عليه، الحل الطبيعي هو التفاهمات المحلية بين سكان الأرض، وهذا يتطلب حوار كوردي كوردي وعربي عربي ثم كوردي عربي … استقرار المنطقة وأمنها وعودة اللاجئين لبيوتهم، يعتمد على ذلك، وكل حل عنفي هو زيادة في الجراح ولا أفق منظور لتغير كبير أو جذري سوف يحدث شرق الفرات … سوى من خلال شراكة فعلية، وإلا سيعود الصراع للمنطقة من جديد نظراً لتناقضات اللاعبين الأجانب الذين سيتقاتلون بالوكالة … وسوف يدفع السوريون ثمن ذلك باهظا …

 

سوريا

التعليقات (0)

لا توجد تعليقات حتى الآن

الرد كضيف

هل ترغب في تلقي إشعارات؟
ابق على اطلاع بآخر أخبارنا وأحداثنا.