زاكروس عربية - أربيل
أثار بيان صادر عن "مكتب الدفاع في الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا"، موجة استياء في أواسط ملتقيه، لما ورد فيه من نفي لظاهرة تجنيد القاصرين التي شهدتها عدة مناطق في كوردستان سوريا خلال الفترة الماضية.
إذ اتهم البيان الصادر أمس الأحد (12تموز2020) من أسمتها "الصحافة الصفراء والأقلام المأجورة" بتناول أخبار زائفة حول ظاهرة التجنيد واتهمت منتقديها بـ "كيل الاتهامات والأكاذيب" تجاهها، معتبرة هذه الأخبار "عار عن الصحة"، ليؤكد البيان "احترام الإدارة الذاتية" كافة المعاهدات الدولية ونصوص القانون الدولي الإنساني.
بعد توثيق المنظمات الحقوقية المختصة والمؤسسات الإعلامية معلومات تثبت عودة تفشي ظاهرة تجنيد القاصرين، ونشرهم الوثائق التي تدعم ما ذهبوا إليه، جاء هذا البيان محدثاً موجة غضب واستياء من حيث لغته الاتهامية والتخوينية، ووصف الصحفي باز بكاري مدير القسم الكوردي في وكالة قاسيون سابقاً البيان أنه "بعثي بكل ما يحمله من وقاحة وكذب وتهجم على الناس"، ليذهب معلقون على الخبر إلى أن البيان يتماهي مع بيانات البعث من باب أن المنتقدين (الأعداء) "يريدون النيل من انتصارات الإدارة",
وقال الصحافي همبرفان كوسا في منشور له على حسابه على موقع التواصل الاجتماعي (فيسبوك) إن "الوقاحة" الموجودة في بيان مكتب الدفاع في الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا، الذي يتهم فيه المرصد السوري لحقوق الإنسان ومن كتبوا عن قضية خطف القاصرات، تدرّس بصراحة"، في تهكم بما تضمنه البيان من اتهامات ونفي لمعلومات موثقة، ولأنه النفي هذا يبدو كنهج مع تكرراه وإصرار مصدري البيان على الانكار غير المبرر.
فيما عّبر الحقوقي محمد حبش كنو في منشور له بصفحته الشخصية على موقع التواصل الاجتماعي (فيسبوك) أنه لم يكن يريد التحدث في قضية تجنيد القاصرات لاعتقداه "بعد الاعتذار عن مجزرة عامودا هناك تغييرات جمّة على الطريق"، إلا أنه عبّر أيضاً عن تفاجأه بـ "بيانات تنفي هذه القضية(تجنيد القاصرين) وتصف الذين يثيرونها بالأقلام "الحاقدة والمأجورة"، مشيراً إلى "هنا رجعنا إلى المربع صفر من حيث الإنكار ووصف المنتقدين بالأسطوانة المشروخة القديمة واتهامهم بالعمالة والارتزاق".
مؤكداً أن قضية تجنيد القاصرين والقاصرات "لا يمكن إنكارها فالشعب كله يعرفها والشمس لا يمكن حجبها بغربال، والقضية لها أبعاد عسكرية وإيديولوجية وحزبية واجتماعية والأهم من ذلك كله تضعف من قيمة الإدارة الذاتية أمام الرأي العام العالمي".
ذهب كنو أبعد من ذلك مشيراً أنه “في البعد الإيديولوجي ترتكز فكرة حزب العمال الكردستاني منذ نشأته على أدلجة الأطفال، وهو ليس شيئا جديداً وهؤلاء المؤدلجون يسمونَ روح الحزب حيث يتم تهيئتهم منذ الصغر وقولبة أفكارهم ليشكلوا فيما بعد القيادات الجديدة، وأساس الفكرة تعتمد أن الشخص يجب أن ينشأ وليس في دماغه غير الحزب وأيديولوجيته، ويمحي عن ذاكرته العاطفة الاجتماعية والعائلية والدينية ومن الممكن أن تكون أم المؤدلج وأبوه بالقرب منه ولا يزورهم لمدة سنوات وعقود حتى لو أتاه خبر وفاتهم".
كذلك أشار إلى أن "المعضلة الأكبر" هي أن "هؤلاء (ذوي المجندين قسراً) ينتمون إلى نفس الحزب وبالتالي فالحزب لا يجند من هم خارج دائرته، وجل هؤلاء من أبناء القرى والنازحين والفقراء، وغالباً يكونون قد دفعوا شهداء من قبل، والمصيبة الأكبر أن الحزب يشوه سمعتهم بعد تجنيد أطفالهم حيث تكون الحجة بأن هؤلاء هربوا من أهاليهم بسبب الظلم والقمع وبذلك يدمرون الشخص اجتماعياً بعد أن لم يعد يملك ما يجود به".
أكد كنو أنه" في المحصلة يجب حل هذه القضية جملة وتفصيلاً إذا أرادت الإدارة الذاتية أن تكون جزءاً من الحل القادم في سوريا، ويجب عدم الانكار وبدل البيانات المتشنجة واتهام المنتقدين بالأقلام المأجورة، يكفي أن يقولوا نعترف بأن لدينا تقصيراً في بعض المؤسسات وسنجري الإصلاحات اللازمة".
من جانبه شدّد مدير منظمة "سوريون من أجل الحقيقة والعدالة" بسام الأحمد، في منشور له في صفحته الشخصية على موقع التواصل الاجتماعي (فيسبوك) أن الظاهرة باتت "نمط موجود ومتكرر"، وأشار إلى "زيادة في وتيرة التجنيد" خلال الأيام والأسابيع الماضية، رغم توقيع السلطات العسكرية المسيطرة متمثلة بقسد خارطة طريق مع الأمم المتحدة للتصدي لهذه الظاهرة، مؤكداً أن "عوضاً عن كيل الاتهامات للجهات الحقوقية والإعلامية، ووصفها بصفات غير لائقة؛ يستطيع مكتب الدفاع فعل الاَتي: وضع حدّ لأفعال المجموعة المسمّاة جوانن شورشگر Ciwanên Şoreşger و التي تقف وراء معظم تلك الحالات، تسريح الأطفال بشكل فوري، والاعتذار للأهالي والرأي العام، مع طرد ومحاسبة المتورطين في عمليات التجنيد، وضمان عدم التكرار".
التعليقات (0)
لا توجد تعليقات حتى الآن