ضاعف تنظيم الدولة الإسلامية خلال الشهر الماضي هجماته ضد القوات الأمنية ومرافق الدولة في العراق، مستغلاً تفشي جائحة كوفيد-19، وانسحاب قوات التحالف الدولي والانقسام السياسي، لكن ذلك لا يعني العودة إلى سيناريو العام 2014، بحسب ما يؤكد محللون.
وليل الجمعة السبت قبيل موعد السحور في شهر رمضان، تمكن تنظيم الدولة الإسلامية من شن هجومه الأكثر دموية منذ أشهر ضد القوات العراقية، والأكثر تعقيداً لجهة تنظيمه، أسفر عن مقتل عشرة من قوات الحشد الشعبي.
ويقول المحلل الأمني والمتخصص في شؤون الحركات الجهادية هشام الهاشمي لوكالة فرانس برس إن "العمليات القتالية وصلت إلى مستوى لم يكن قائما من قبل".
وتؤكد مصادر أمنية عدة أن الجهاديين صعدوا خلال الفترة الماضية هجماتهم المسلحة وبعبوات ناسفة وقذائف هاون ضد قوات الأمن في بعض القرى.
ويصف الهاشمي الهجمات بـ"القتال الهجين" الذي يهدف إلى "إعادة القدرة على التكيف مع كل التحديات والتهديدات المحتملة، لغرض التمويل الذاتي ومرونة التنقل والتخفي"، إضافة إلى "عرقلة وتهديد مشاريع الاستقرار وعودة النازحين في المناطق المحررة، كنوع من الانتقام".
وهو الأمر الذي يؤكده ضابط برتبة عميد في الاستخبارات العراقية، قائلاً إن "داعش كثف هجماته بمعدل ثلاثة أضعاف مقارنة بالفترة نفسها في شهر آذار/مارس" الماضي.
وكان من بينها هجوم انتحاري استهدف منتصف الأسبوع الماضي مقر الاستخبارات في مدينة كركوك المتنازع عليها بين بغداد وأربيل في شمال العراق، ما أدى إلى إصابة أربعة من عناصر الأمن بجروح.
وفي محافظة ديالى شمال شرق بغداد، أصبحت الهجمات شبه يومية خصوصاً في المناطق الزراعية.
المحلل السياسي والأمني فاضل أبو رغيف يرجح استغلال الجهاديين للجمود السياسي الذي تعيشه البلاد في ظل توتر المحادثات حول تشكيل الحكومة المقبلة، وانخفاض أسعار النفط والخلافات بين الحكومة المركزية وإقليم كردستان حول الموازنة.
يقول أبو رغيف لفرانس برس إن "داعش لديه مجسات على الوضع السياسي، كلما احتقن الوضع السياسي كلما نشط بطريقة انتهازية".
ويرى أيضاً أن خفض انتشار قوات التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة قد مهد الطريق لذلك، محذراً من أن "التنظيم في نشاط مستقبلي أوسع وأكبر".
نشر التحالف الدولي في العام 2014 قواته في العراق لمساندة القوات الأمنية المحلية في قتال الجهاديين، عبر تنفيذ ضربات جوية وتقديم الاستشارة والتدريب.
وكشف تقييم لوزارة الدفاع الأميركية العام الحالي، أن القوات العراقية لا تزال غير قادرة على الوصول للمعلومات الاستخباراتية واستخدامها بشكل كاف في الغارات ضد تنظيم الدولة الإسلامية بمفردها، أو تنفيذ العمليات في مناطق وعرة دون مساعدة التحالف الدولي.
من جهة التحالف، يؤكد ضابط كبير أن "داعش شن هجمات عدة ناجحة بمستوى منخفض" في الأسابيع الأخيرة، لكن ذلك لا يمثل "زيادة كبيرة".
ويضيف أن الأمر "لا يقتصر على عدد الهجمات فقط، ولكن ما نوعية الهجوم؟ هل هو معقد؟ ما نوع المعدات أو التكتيكات التي استخدمت؟ معظم ما رأيناه كان بدائياً وبسيطاً".
لذلك، يعتبر المحلل المتخصص بشؤون الجماعات الجهادية في العراق سام هيلر أن التحول الأخير لا يقارن بذروة نشاط تنظيم الدولة الإسلامية عند إعلان ما يسمى بـ"دولة الخلافة".
ولفت إلى أن ذلك ليس إلا إشارة إلى أن "داعش يتخذ موقفاً أكثر عدوانية. وهذا لا يعني أن لديه قدرات جديدة أو حتى مؤثرة".
ميديا الصالح .. Zagros tv
التعليقات (0)
لا توجد تعليقات حتى الآن