Erbil 19°C الجمعة 22 تشرين الثاني 17:16

لحظة عبور النفق

لم يتوقف شيء من اجلك، الحياة استمرت والكل بخير
Zagros TV

قصة بقلم الكاتبة القاصة: سوسن البياتي

زاكروس

 اقتحم عليه المكان مجموعة من الغرباء، كانوا ملثمين ويرتدون ملابس غريبة، حملوه بسرعة واختفوا به بعيدا، بدا بالصراخ والمقاومة كي يفلت منهم لكن دون جدوى، كانت سرعتهم رهيبة، لكنه لاحظ بعض الاشخاص مع ملثمين اخرين في طريقهم الى المكان المجهول نفسه، بدا له انه يسير في نفق طويل لم تظهر له نهايته، لكن الغريب ان النفق كان ينغلق من خلفه تماما كلما توغل فيه الى الامام، اخيرا وضعوه في حجرته وحيدا، وقالوا له هذا هو مكانك الجديد.

 سالهم من انتم ؟ ولم انا هنا ؟ بينما كان يلاحظ فتحة النفق، اذ انغلقت وتحولت الى مراة تبدوا فيها اشياء تتحرك بصورة غريبة لا يمكنه تمييزها، قالوا له انت في العالم الاخر، صرخ فزعا هل مت حقا؟ لا لدي اولاد صغار وزوجه، كيف ولمن ساتركهم بدون معين؟ .

رد عليه احد الموجودين وقال: انا الملك الموكل بالاجابة، انظر الى هذه المراة المقعرة التي كانت تمثل نهاية النفق، وبدات المراة تظهر صور واحداث عائلته من بعده، استحصلت زوجته على راتبه التقادي، وكبر الاولاد تخرجوا وتزوجوا، وحتى زوجته تزوجت ايضا.

 قال له الملك: انظر لم يتوقف شيء من اجلك، الحياة استمرت والكل بخير، ولقد نسوك تماما، كان الاجدر ان تسالني كي ترى شيئا اخر.

اجابه: ماهو ..

 ضغط الملك على نفس المراة فانقلبت الى مراة مقعرة، سمع صراخ طفل اثناء ولادته، مشى الشريط بسرعة ايضا تابع حركة الطفل ونموه وامور حياته وهو يتحول صبيا ثم شابا ثم رجلا، كان يشاهد لحظة مولده ودخوله المدرسة وسلسلة حياته وتخرجه وزواجه وعمله، وكل عمل قام به الى لحظة دخول الملثمين، لكنه شاهد رجلا غريبا في زاوية المراة تارة يشيخ وتنطفىء شعلته وتارة يزداد شبابا وتتلالا انواره، فيبعث الطمانينة والسكينة ونفحات النسيم العطرة الى الحجرة، استوقفه اكثر شيء منظر هذا الرجل، ساله:

 -من هذا الرجل، ولم هكذا حاله ؟؟

 اجاب الملك: انه عملك الصالح، كنت تنميه عندما تكثر منه فيبدوا شابا قويا هكذا، وكنت تنساه وتميته فيصبح شيخا مهتريا هزيلا هكذا.

 توسل الرجل الى الملك كي يعيده الى سيرته الاولى، كي يكثر من عمله الصالح ، اجابه :

الوقت هنا ليس كتوقيت الارض، كل ثانية هنا تساوي سنة ارضية كاملة، فات الاوان وانتهى كل شيء، انت هنا منذ مئات السنين

سوسن البياتي

الأدب

التعليقات (0)

لا توجد تعليقات حتى الآن

الرد كضيف

هل ترغب في تلقي إشعارات؟
ابق على اطلاع بآخر أخبارنا وأحداثنا.