Erbil 15°C الجمعة 19 نيسان 20:22

الإشاعات وآثارها السلبية في تهديد الأمن القومي الكوردستاني

الأمر لم يرق للجهات السياسية العراقية والكوردستانية المعادية للحكومة الكوردستانية فبدأت الماكنات الإعلامية

الإشاعة ظاهرة اجتماعية وسياسية واقتصادية وعسكرية وإعلامية قديمة في تاريخ البشرية وهي من أخطر الأسلحة الفتاكة في تدمير المجتمعات وتفتيت بنيتها سياسيًا واجتماعيًا ومناطقيًا وتحطم معنويات الشعوب ونفسياتهم وقديمًا كانت الوسائل لنشر الإشاعة تقليدية أما في عصرنا الحاضر مع التقدُّم التكنولوجي فقد استغلت تلك الوسائل أبشع استغلال وهنا لا بد لنا أن نقف عند مفهوم (الإشاعة ): "عبارة عن خبر أو مجموعة من الأخبار المزيفة والمختلقة ولا أساس لها من الصحة أو رُبَّما يكون لها نسبة قليلة من الصحة ولكنها لا تستند إلى مصدر موثوق تنتقل عن طريق المشافهة أو الكتابة أو عبر وسائل الإعلام ومنصات التواصل الاجتماعي بصورة عامة ولها هدف محدد على مستوى الشخصيات أو الجماعات أو المناطق أو الدول لغايات معروفة 

كيف تنتقل الإشاعة ؟
تنتقل الإشاعة عندما يقوم الشخص الأول بإبلاغ الشخص الثاني بخبر ما، فإن  الشخص الثاني يتلقى هذا الخبر ثم يعيد صياغته من جديد، وذلك بإضافة معلومة جديدة للخبر أو بحذف معلومة منه وذلك حتى يصبح موضع الخبر أكثر ملائمة لمستواه التعليمي والثقافي وطريقة تفكيره، وبعد قيام بعملية التحليل وإعادة الصياغة هذه، يقوم بنقل الخبر إلى الشخص الثالث الذي يقوم بدوره إعادة صياغته مرة أخرى ليصبح ذا معنى بالنسبة له، بعد ذلك يقوم بنقله إلى أشخاص آخرين وهكذا دواليك فصورة الخبر الأول يختلف كليًا عن صورة الخبر الذي وصل للشخص الثالث والرابع بعد الإضافة والحذف والزيادة عليه ...إلخ .

ومنذ ظهور جائحة كورونا في إقليم كوردستان في شهر آذار 2020 قامت حكومة إقليم كوردستان بغلق المطارات ودور العبادة لجميع الديانات والمنافذ الحدودية وإيقاف الدوام الرسمي في المؤسسات الأكاديمية والدوائر الحكومية مع تشديد الإجراءات للحد من انتشاره بغلق الطريق ما بين المحافظات الكورستانية وما بين المحافظات العراقية والمحافظات الكوردستانية فحققت الحكومة نجاحًا ملوحظًا للسيطرة عليه وأصبحت محل الإشادة بها من قبل دول العالم ولكن هذا الأمر لم يرق للجهات السياسية العراقية والكوردستانية المعادية للحكومة الكوردستانية فبدأت الماكنات الإعلامية ومنصات التواصل الاجتماعي بالحديث عن ڤـايروس كورونا ونشر الإشاعات وذلك بهدف إفشال حكومة دولة الرئيس مسرور بارزاني ،فبدأ مروجو الإشاعات بحملة مناهضة ضد حكومة إقليم كوردستان الدفوعة من قبل بعض الجهات السياسية العراقية والأحزاب الكوردستانية التي تدّعي بأنها معارضة للحكومة الكوردستانية بنشر الإشاعات في المجتمع الكوردستاني ، فقالوا:

( الأعداد كثيرة ولكن حكومة إقليم كوردستان تخفي الحقيقة عن المواطنين )! وبعدها نشروا إشاعة أخرى ولاسيما بعد ازدياد عدد المصابين بكورونا وإعلان ذلك بالتفاصيل الدقيقة من قبل وزارة الصحة في إقليم كوردستان فقالوا بأن: (الحكومة تبالغ بعدد المصابين ولا يوجد هكذا أعداد في إقليم كوردستان ) !

 وعندما طفح الكيل بالحالات المصابة، فقد ظهرت إشاعة أخرى تقول : ( لا يوجد كورونا في إقليم كوردستان ،هل أصيب أحد من عائلتك أو أصدقائك أو أقربائك بكورونا ؟) وبسبب هذه الإشاعات المغرضة من قبل بعض الجهات السياسية المدفوعة الثمن لم يلتزم كثير من الشعب بتعليمات وزارة الصحة لاسيما بعد تغريدة لرئيس المجلس القيادي في الاتحاد الإسلامي الكوردستاني: " إن تمديد حظر التجوال بين المحافظات إقليم كوردستان ليست لمنع التجوال بل لمنع التظاهرات والاحتجاجات " !

وقد بلغ عدد المصابين بڤـايروس كورونا نحو 7 ملايين شخص حول العالم وكان عدد المصابين في إقليم كوردستان إلى هذه الساعة 1324 مصابًا وتوفي 27منهم و448 تماثلوا للشفاء و760مصابًا تحت الرعاية الصحية ...!

وقد حذر وزير الصحة الدكتور سامان برزنجي مواطني كوردستان مبينًا بأن الأمور ستخرج عن السيطرة بسبب تفشي الفايروس مما ينذر بكارثة إنسانية كبرى – لا سامح الله - !

كورونا وحفظ النفس 

فَقد اتَّفَقَت سائِرُ الْملَل عَلَى أَنَّ الشَّرِيعَةَ وُضِعَت لِلْمُحَافَظَة عَلَى الضَّرُورِيَّات الْخَمْسِ، وَهِيَ: الدِّين، وَالنَّفْس، وَالنَّسْل، وَالْمَال، وَالْعَقْل .

وحفظ النفس من مقاصد الشريعة وعدم تعرضها للتهلكة قال تعالى:{ وَأَنفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ}
 [ البقرة :195] وعدم الالتزام بالتعليمات الطبية وأخذ الحيطة والحذر من المصابين أو مخالطتهم فإن ذلك سيكون سبيلًا إلى التهلكة ومن مقاصد الشريعة الإسلامية حفظ النفس ولهذا عبر عنها بقوله :(ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة).

دوافع نشر الإشاعة في إقليم كوردستان
كما هو معلوم أن الإشاعات إما أن تكون عن قصد أو من دون قصد وتؤدي دورًا كبيرًا في تأجيج العواطف ودغدغتها في أوقات الأزمات التي تعصف بالبلاد والعباد والإشاعات الزائفة المدعومة من قبل بعض الجهات السياسية تلاقي رواجًا وتُحدًث الفتنة في المجتمع والبلبلة وإثارة الرعب والخوف والهلع والقلق ونزع الثقة بين الحكومة والشعب وخلق فجوة بينهما وتكذيب الحكومة الكوردستانية بكل شيء من قبل بعض المرتزقة والخونة ومن الإشاعات التي نشرت في منصات التواصل الاجتماعي وعبروسائل الإعلام بأن: " وزارة الداخلية في حكومة إقليم كوردستان فرضت حظرًا للتجوال ليس من أجل انتشار فايروس كورونا وإنما خوفًا من التظاهرات التي تطالب بالرواتب " !

ومما لا شك فيه أن رواتب الموظفين من الحقوق المشروعة على الحكومة الكوردستانية وهذا الأمر لا يختلف فيه اثنان ولا يحتاج إلى مزايدات وطنية ولكن يبدو أن كثيرًا من الجماهير ولاسيما المرتبطة ببعض الجهات السياسية تتجاهل عمدًا مَنِ المتسبب بقطع الرواتب عن الموظفين ؟!

فضلًا عن قيام بعض ضعاف النفوس بتوجيه الاتهام إلى الحكومة الكوردستانية بأنها فاسدة وما إلى ذلك من تلك (المحفوظات الجاهزة) وهنا لا ننكر وجود طبقة من المسؤولين الفاسدين في الدوائر الحكومية ولكن مَنْ قطع الرواتب والميزانية هو رئيس وزراء العراقي السابق نوري المالكي في سنة  2014 وليست الحكومة الكوردستانية .

ومن الإشاعات التي حاول صاحبها تضليل الحقيقة والرأي العام على الشعب الكوردستاني وركوب موجة المتظاهرين ضد حكومة إقليم كوردستان ما قام به رئيس حراك الجيل الجديد بإطلاق دعوة للتظاهر في عموم كوردستان قائلًا:"التظاهر لأجل أن تكون لك أنت ولعائلتك وأطفالك حياة أفضل وأحسن وليست لأجل الأحزاب والجهات الأخرى " علمًا أن رئيس حراك الجيل الجديد شاسوار عبدالواحد مديون لحكومة كوردستان بمبلغ ( 69,500,000,000) تسعة وستون مليار وخمسمئة مليون ديناروبدأ هذا الإمعة بدفع سلسلة قنواته الفضائية وصفحات التواصل الاجتماعي المرتبطة به بالعمل ضد الحكومة الكوردستانية!

مصدر الإشاعة 

إن وراء انتشار كل إشاعة في المجتمع يقف خلفها أفراد مستفيدون وكذلك جهات مستفيدة منها ومروجو الإشاعة هم:( شخص ضد آخر منافس له وحزب سياسي ضد حزب آخر مضاد له والمعارضون السياسيون لنظام الحكم ودولة ضد دولة والطابورالخامس ضد الدولة والحكومة والمرضى النفسيون وهيئة دولية وبعض وسائل الإعلام ومنصات التواصل الاجتماعي)

وربما يكون مصدر الإشاعة رجل ينفذ أجندات داخلية وخارجية مرتبطة بجهة سياسية أو دولة لها مخططاتها تجاه ذلك البلد لتشويه الحقائق وتضليل الرأي العام بهدف زعزعة الأمن والاستقرار وخلق حالة من الفوضى وعدم الثقة بين الشعب والحكومة مما يؤدي إلى الإخلال بالنظام العام للبلد!

الهدف من نشر الإشاعة

تتنوَّع أهداف نشر الشائعات :

1-    نفسية معنوية وأكثر استخداماتها في الحرب النفسية.

2-    سياسية: تتمثَّل في التشكيك بسياسة المؤسَّسات والمسؤولين في الدولة.

3-    اجتماعية: تتمثَّل في الإشاعات التي يوجِّهها أفراد المجتمع لبعضهم البعض؛ لخصومة،أو فتنة،ولتعميق الخلافات بينهم.

4-    اقتصادية:تتمثل في إشاعة الظروف الاقتصادية السيئة، بهدف إثارة الفوضى والقلق بين أفراد المجتمع.

5-    عسكرية: تهدف إلى كسر رُوح الإرادة في المقاتل، وقتل رُوحه المعنوية المرتفعة.

6-    أخلاقية: وهي تشكِّك في قِيَم وأهداف الأمة ورموزها لإسقاطها؛ رموزًا ومناهج صحيحة.

جمهور الإشاعة والفئة المستهدفة 

وهم المخاطَبون بها،ومَن يتناقلونها ويسمعونها، والموجَّهة إليهم حصرًا ومقصودون بها،وهؤلاء قد يتحوَّلون من مُستقبِلين للإشاعة إلى مروِّجين لها.

 

خطورة الإشاعات على المجتمع الكوردستاني 

1-    بث روح الانقسام في المجتمع .

2-    تحطيم معنويات المجتمع وزعزعة إيمانه بمبادئه وأهدافه.

3-    تشجيع المجتمع على الاستسلام عن طريق بث اليأس في صفوفهم حتى يشعر أنه أمام قوة عظيمة وأن جهده ضائع من دون أية فائدة.

4-    فقد المجتمع ثقته في المسؤولين و إيجاد فجوة بينهم و بين أفراد المجتمع.

5-    الأثر الاقتصادي الذي تخلفه الشائعة من حيث إنهاك اقتصاد الدولة عن طريق عرقلة العمل الجماعي داخل المشاريع.

الإشاعة والتأثير السلبي على أمن الناس

الإشاعة من وجهة نظر علماء النفس أنه سلوك عدواني ضد المجتمع وتعبير عن بعض العقد النفسية المترسبة في العقل الباطن وهذا السلوك العدواني قد يَنْجُم عنه أفعالًا مباشرة وقد يتحوّل إلى نوع من الشذوذ في القول والعمل ولعل أبرز أنواع الشائعات ما يتعلّق بأمن الناس؛ لأنه يتركهم في دوامة القلق ويؤثر على مجرى حياتهم ولاسيما الوضع الاقتصادي والاجتماعي والأمني وخصوصًا عندما يفتقد الناس إلى الإدراك والوعي وثوابت الاستقرار كالأمن والدين والقيم الأخلاقية وتعد الإشاعة من أخطر الأسلحة المدمرة للمجتمعات أو الأشخاص أو الحكومات وتعد الإشاعة عصب الحروب النفسية وسلاحها للنيل من الروح المعنوية للشعوب.

خطورة الإشاعة على الأمن القومي الكوردستاني 

1-تنظيم المظاهرات وأعمال الشغب في بعض المحافظات ومناطق محددة من إقليم كوردستان.

هناك صلة وثيقة بين الإشاعات من جهة وأعمال الشغب من جهة أخرى وكثيرًا ما تسبب الإشاعات بخروج المظاهرات وإحداث الشغب في البلد .

2- بلبلة الرأي العام ونقص الثقة بالحكومة وأجهزتها وهذا ما حدث في بعض المناطق والمدن لإشاعة البلبلة والفوضى والتحريض ضد حكومة السيد مسرور بارزاني وإفشالها بكل الطرق.

3- التأثيرعلى قرارات الحكومة بعض الإشاعات لها تأثيرات سلبية على قرارات الحكومة.

4-محاولة إرباك صانعي القرار فالإشاعة لها تأثير كبير على صانع القرار وذلك بالتسرع بأخذ القرارات من دون التأنّي والدراسة الدقيقة .

5-الإشاعات تُشغل المسؤولين بقضايا فرعية وتُبعدهم عن القضايا الجوهرية الأصلية .

6-صعوبة التحكم بالإشاعات بسبب التقدم التكنولوجي فكثير من المواقع الإلكترونية على الإنترنيت ومنصات التواصل الاجتماعي أو شبكات الاتصال سريعة جدًا مثل:( الفيسبوك والتوتير والانستگـرام والتليگـرام واليوتيوب والماسنجر والواتساب والڤايبروالبريد الإلكتروني).

وقبل أيام قلائل قامت شركة الفيسبوك Facebook بغلق 324 صفحة و71 حسابًا و5 مجموعات و31 حسابًا على الانستگرام كل هذه الصفحات والحسابات والمجموعات والمواقع مرتبطة بجاز الزانياري المرتبط بالاتحاء الوطني الكوردستاني  بسبب تهجمهم على رئيس حكومة إقليم كوردستاني السيد مسرور بارزاني وكذلك على الحزب الديمقراطي الكوردستاني ، وقد وصفت شركة الفيسبوك تلك المنشورات والإشاعات بأنه " سلوك غير حقيقي منسق " !

وبحسب رأي الشركة أنهم أنفقوا 270 ألف دولار على الإعلانات التي تروّج للمحتوى المنشور لزيادة عدد المتابعين والمشاهدين !

هذا ما عدا الصفحات التابعة لجهات سياسية داخلية وخارجية مهمتها نشر الإشاعات واستهداف المجتمع الكورستاني .

أهداف الإشاعات 

للإشاعات أهداف كثيرة منها :

1-    تشويه صورة وسمعة الحكومات والشخصيات والأحزاب المناضلة أمام الرأي العام الكوردستاني.

2-    نشر الفتنة والتفرقة والحقد والكراهية والشك والتذمر في صفوف الشعب.

3-    خلق حالة من الفوضى في المجتمع وشعورهم باليأس والإحباط !

4-    خلخلة وحدة الصف والبيت الكوردستاني لصالح جهات معادية للشعب الكوردي .

أقسام الإشاعات بحسب المستقبل 

تنقسم الإشاعة على أربعة أقسام وهي :

1-    من يسمع الإشاعة ولا يصدقها ولا يرددها .

2-    من يسمع الإشاعة ويصدقها ولا يرددها .

3-    من يسمع الإشاعة ويصدقها ويرددها .

4-    من يسمع الإشاعة ويصدقها ويرددها ويضيف عليها وهذا النوع من أخطر الأنواع !

وهذا النوع هو أكثر رواجًا في مجتمعنا من دون التأكد من صحة الإشاعة ومصدرها !

أساليب لمكافحة الإشاعة في إقليم كوردستان 

1-    التثبت من مصدر الإشاعة :يجب التأكد من مصدر المعلومة قبل نشرها وهذا ما يحدث من الفوضى عبر منصات التواصل الاجتماعي من حيث نشر المعلومات غير الدقيقة .

2-    عدم نقل الإشاعة بين المجتمع ؛لأن كثيرًا من الإشاعات لها تأثيرات سلبية على معنويات المواطنين وتؤدي إلى تفكيك الجبهة الداخلية وتؤثرعلى نفسيات المدنيين والعسكريين ولهذا السبب يجب توعية الجماهير لعدم تقبل الإشاعات الهدّامة للمجتمع اقتصاديًا وسياسيًا وصحيًا واجتماعيًا.

3-    الرد على الإشاعة بأسرع وقت؛ لأنَّ عدم الرد عليها دليل على صحتها وللرد على الإشاعات يجب أن تكون باتخاذ بعض الخطوات الآتية :

أ- يجب تحليل الإشاعة من حيث مصدرها وقوّتها وضعفها وخطورتها قبل نفيها.

ب- إذا كانت الإشاعة ليست قوية فينبغي تجاهلها وعدم إعطاء أية قيمة لها.

ت- إذا كانت الإشاعة قوية فيجب الرد عليها بطريقة ذكية لتفنيدها من جذورها وبالأدلة الثبوتية لإسكات الخصوم .

4-    نشر الأخبار الدقيقة من الطرق السليمة لمكافحة الإشاعة عبر الشخصيات الرفيعة المستوى وذات شخصية لها أبعادها المعرفية والثقافية ومد جسورالثقة ما بين الحكومة والمواطنين .

5-    إنشاء مؤسسة أومركز للسيطرة على الإشاعات ودراستها والرد عليها.

6-    التحذير من نشر الإشاعات في المجتمع ومحاسبة المروّجين لذلك من دون أدلة صحيحة وثابتة. 

 

الآثار السلبية للإشاعات في المجتمع الكوردستاني :

1-    المواطن الذي يعيش في مجتمع يكثر فيه الإشاعات سيصاب بحالة نفسية ولاسيما الإشاعات التي تكون موجّهة له .

2-    انتشار الإشاعات يؤدي إلى انتشارالأمراض النفسية في المجتمع ويولّد حالة من الحقد والغل والكراهية والانتقام ومن ثم ضعف الروابط الاجتماعية .

3-    استقبال الإشاعات يؤدي إلى تفكك المجتمع تدريجيًا .

4-    الإشاعة الموجّهة من جهات خارجية تؤدي إلى تدمير النظام القيمي والأخلاقي في المجتمع وعدم شعور الفرد بالمواطنة ونزع الثقة بين المواطن والحكومة وخلق فجوة بينهما.

5-    انتشار الإشاعات لها تأثيرات كبيرة على النظام الأمني في المجتمع الكوردستاني؛لأنها تترك المواطنين أن يعيشوا في دوّامة من القلق والخوف ولاسيما عندما يكون الوعي في المجتمع ليس بالمستوى المطلوب.

ويتجلى ظاهرًا الآثار السلبية لتهديد الأمن القومي الكوردستاني وذلك بتوجيه الرأي العام بطرق مضللة  للحقائق وضبابية وعدم وضوح الصورة للأشياء فيتحول الرأي العام من مهمة الإصلاح إلى أداة ومعول بيد هؤلاء المخربين والجحوش والخونة الذين ينفذون الأجندات الداخلية والخارجية.

والإشاعة لها مردودات سلبية على الأمن القومي الكوردستاني؛ لأنها تستهدف إضعاف الروح المعنوية لشعبنا وتأخذ طابعًا بنشر الفرقة ما بين البيت الواحد والمنطقة الواحدة وشق الصف الكوردي وتُشجّع على بث روح الانقسام والكراهية والفرقة والإشاعة في زماننا تنتشر بسرعة كبيرة عبر القنوات الإعلامية ومنصات التواصل الاجتماعي:( الفيسبوك والتويتر والانستگـرام واليوتيوب والرسائل النصية القصيرة ) والناس يتعاملون معها على أنها من المسلمات وحقيقية !

ولنسف الإشاعة من جذورها ضَعْ أمامك قوله تعالى:{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَىٰ مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ } فهذه الآية القرآنية قطعت الطريق أمام مروّجي الإشاعات فقد سماه رب العزة - تبارك وتعالى- ذلك الشخص بالفاسق!

فقوله تعالى:{فتبيَّنوا} التبيُّن: طلب البيان والتعرف،وقريب منه التثبُّت، والمراد به هنا التحقُّق والتثبت من الخبر؛حتى يكون الإنسان على بصيرة من أمره.

ولهذا السبب قالوا عن الإشاعة: يؤلفها (الحاقد) وينشرها (الأحمق) ويصدقها (الغبي) فحذار أن تكون أحد هؤلاء الثلاثة ...!

تأسيسًا على ما تقدم أن الإشاعة ظاهرة اجتماعية وسياسية ونفسية واقتصادية وإعلامية وعسكرية وهي من أخطر الأسلحة الفتاكة لتفتيت المجتمعات وأنظمة الحكم يجب التصدي لها بكل حكمة وذكاء ومواجهة الإشاعة تقع على عاتق الجميع من المواطنين وعدم إعطاء الفرصة لمن يحاول العبث بالأمن القومي الكوردستاني.

كوردستان

التعليقات (0)

لا توجد تعليقات حتى الآن

الرد كضيف

هل ترغب في تلقي إشعارات؟
ابق على اطلاع بآخر أخبارنا وأحداثنا.