Erbil 15°C الجمعة 29 آذار 11:43

روسيا تواصل قصف شرق أوكرانيا.. وزيلينسكي يحذر: المرحلة الحاليّة دمويّة

وقّع الرئيس الأميركي جو بايدن قانونًا يوفّر مساعدات جديدة ضخمة لكييف بقيمة 40 مليار دولار
Zagros TV

ا ف ب

واصلت روسيا قصف شرق أوكرانيا السبت مؤكّدةً أنّها دمّرت مخزون أسلحة سلّمها الغرب، فيما وقّع الرئيس الأميركي جو بايدن قانونًا يوفّر مساعدات جديدة ضخمة لكييف بقيمة 40 مليار دولار.

من جهته حذّر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي من أنّ المرحلة الحاليّة من الحرب "ستكون دمويّة"، لكن في النهاية سيتعيّن حلّها "عبر الدبلوماسيّة".

وأكّد في مقابلة مع محطّة "آي سي تي في" المحلّية أنّه "ستجري حتمًا محادثات بين أوكرانيا وروسيا، لا أدري ما سيكون شكلها: عبر وسطاء، بلا وسطاء، ضمن دائرة موسّعة، على المستوى الرئاسي".

وأبدى زيلينسكي استعداده مجدّدًا لعقد لقاء إن تطلّب الأمر "على المستوى الرئاسي" مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين الذي يرفض ذلك حتّى الآن.

وأضاف بعد ساعات قليلة خلال مؤتمر صحافي مع رئيس الوزراء البرتغالي أنطونيو كوستا "هذه أراضينا، وخطوة بعد أخرى سنحرّرها"، متحدّثًا عن حاجة بلاده خصوصًا لـ"عربات مصفّحة".

مساءً، قال زيلينسكي في رسالته المعتادة عبر الفيديو إنّ الوضع العسكري "لم يتغيّر بشكل كبير" السبت "لكنّه كان صعبًا جدًا". وشدّد على أنّ "الوضع في دونباس في منتهى الصعوبة"، لكنّ أكّد أنّ الجيش الأوكراني "يصدّ هذا الهجوم. فكلّ يوم يُعطّل فيه مُدافِعونا خطط الروس يُقرّبنا من اليوم الحاسم... الذي نرغب به جميعًا والذي نقاتل من أجله. يوم النصر".

من جانبها، أعلنت روسيا أنّها استهدفت بصواريخ كروز مخزونًا كبيرًا من الأسلحة في شمال غرب أوكرانيا قدّمها الغرب لكييف.

- عقوبات روسية "مضادّة" -

وأفادت وزارة الدفاع الروسية السبت عن تدمير شحنة "كبيرة" من الأسلحة المرسلة من دول غربية في منطقة شرق دونباس في شمال غرب أوكرانيا.

وأوضحت الوزارة "دَمّرت صواريخ كاليبر طويلة المدى وعالية الدقة أُطلِقت من البحر شحنةً كبيرة من الأسلحة والمعدّات العسكرية أرسلتها الولايات المتحدة ودول أوروبية قرب محطة مالين للسكك الحديد في منطقة زيتومير"، فيما لم يتسنَّ التحقّق من الأمر بشكل مستقل.

ومع تواصل الحرب، وقّع الرئيس الأميركي جو بايدن خلال زيارته سيول قانونًا أقرّه الكونغرس الخميس ينصّ على تخصيص مبلغ ضخم قدره 40 مليار دولار لأوكرانيا، يُتيح لها خصوصا الحصول على مدرّعات وتعزيز دفاعها الجوّي.

ورحّب زيلينسكي بالمساعدة التي اعتبر أنّ "لها ضرورة الآن أكثر من أيّ وقت مضى".

في الأثناء، نشرت وزارة الخارجية الروسية السبت لائحة تتضمن 963 اسمًا لشخصيات أميركية ممنوعة من دخول روسيا بينها بايدن ورئيس مجموعة ميتا المالكة لفيسبوك مارك زاكربرغ والممثل مورغان فريمان، ردًا على عقوبات مماثلة فرضتها واشنطن منذ بدء الغزو الروسي لأوكرانيا.

وقالت الخارجيّة الروسيّة السبت إنّ "العقوبات الروسيّة المضادّة ضروريّة وتهدف إلى إرغام السلطة الأميركيّة القائمة، التي تُحاول أن تفرض على سائر العالم +نظامًا عالميًا+ استعماريًا جديدًا (...) على تغيير موقفها والاعتراف بوقائع جيوسياسيّة جديدة".

ميدانيًا، بعد الفشل في السيطرة على كييف ومنطقتها أواخر شباط/فبراير وآذار/مارس، تركّز القوات الروسيّة حاليًا جهودها على مهاجمة شرق أوكرانيا حيث يشتدّ القتال.

وكانت وزارة الدفاع الأوكرانيّة أكّدت الجمعة أنّ الوضع في هذه المنطقة "يظهر مؤشّرات إلى تفاقمه" في ظلّ "النيران المكثفة" من القوّات الروسيّة "على طول خطّ المواجهة بكامله".

وأعلن حاكم دونتيتسك بافلو كيريلينكو عبر تلغرام مقتل سبعة مدنيين وإصابة 10 آخرين السبت في منطقته.

وقال سيرغيه غايداي، الحاكم الأوكراني لمنطقة لوغانسك، إنّ "الروس يبذلون كلّ جهودهم للاستيلاء على سيفيرودونيتسك" حيث تضاعفت حدّة القصف في الأيّام الأخيرة.

وأضاف "المدينة يجري تدميرها مثلما دمّروا من قَبل روبيجني وبوباسنا"، مشيرًا إلى أنّ القوّات الروسيّة دمّرت جسر بافلوغراد "وهو ما سيعقّد إلى حدّ كبير إجلاء المدنيين" وتسلّم مساعدات إنسانيّة تنقلها شاحنات.

- تعرض كنيسة للقصف -

من جهتها، أعلنت الشرطة الأوكرانيّة على فيسبوك أنّها أجلت نحو 60 شخصا بينهم أطفال من كنيسة تعرّضت لقصف في قرية بوغوروديشني. ولم تقع إصابات بحسب المصدر نفسه.

إلى الشمال، قال حاكم منطقة خاركيف (شمال شرق) أوليغ سينيغوبوف إن المناطق المحيطة بالمدينة استُهدفت بنيران مدفعية مكثّفة في الساعات الماضية، ما أسفر عن مقتل شخص وإصابة 20 آخرين.

قرب خاركيف، ثاني أكبر مدن البلاد والقريبة من الحدود الروسية، شهدت قرية مراسم دفن السبت في الميدان العسكري بمقبرة بيزليوديكوفا، بعد شهر على تحرير القرية إثر قتال عنيف.

وقال عسكري طلب عدم كشف هويته، متحدثا عن أول جنديين تم دفنهما "عثر عليهما مع خمس جثث أخرى لم نتمكن من تحديد هويتها. يشتبه في أنهم أعدِموا. قتِلوا برصاص في مؤخر الرأس"، ولم تتوافر الى الآن معلومات إضافية حولهم.

في ريفنا قرب الحدود مع بولندا، قال حاكم المنطقة فيتالي كوفال عبر تلغرام إن صاروخا روسيا استهدف "بنية تحتية عسكرية". ونادرًا ما تعرضت هذه المدينة للهجوم منذ بداية النزاع.

أما في مدينة ماريوبول (جنوب شرق) التي دمرها النزاع إلى حد كبير، فبات نحو 2500 عنصر من القوات الأوكرانية أسرى هذا الأسبوع بعد تسليم أنفسهم، وفق ما أعلن الروس.

ووعد الرئيس الأوكراني في حواره المتلفز بأن هؤلاء المقاتلين الذين ظلوا متحصنين لأسابيع تحت القنابل في مجمع آزوفستال للصلب بعد سيطرة الروس على المدينة، "ستتم إعادتهم إلى بيوتهم"، في إشارة إلى نقاشات جارية مع فرنسا وتركيا وسويسرا حول هذا الموضوع، من دون أن يكشف مزيدا من التفاصيل.

وأعلن المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية مساء الجمعة أن جيب المقاومة الأخير هذا في المدينة الساحلية الاستراتيجية المطلة على بحر آزوف "صار تحت السيطرة الكاملة للقوات المسلحة الروسية" بعد استسلام آخر مقاتل أوكراني.

ورفضت كييف مصطلح استسلام وتتحدث عن عملية تهدف إلى "إنقاذ أبطالنا" ومبادلتهم بسجناء روس.

من جهته قال النائب والمفاوض الروسي ليونيد سلوتسكي السبت إنّ روسيا "ستدرس" إمكانية تبادل مقاتلين أسرى من فوج آزوف الأوكراني، بفيكتور ميدفيدتشوك القريب من فلاديمير بوتين.

وميدفيدتشوك (67 عاما) سياسيّ أوكراني معروف ورجل أعمال يُعرف عنه قربه من بوتين، وكان اعتُقل منتصف نيسان/أبريل في أوكرانيا أثناء فراره.

- "لا بديل" من الاتحاد الأوروبي -

دبلوماسيًا، تطرّق زيلينسكي السبت إلى المستقبل الأوروبي لبلاده، رافضًا مرة أخرى اقتراح نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون إنشاء "منظمة سياسية أوروبية" تكون أوكرانيا عضوا فيها.

وقال في مؤتمر صحافي في كييف مع رئيس الوزراء البرتغالي "لسنا بحاجة إلى بدائل لترشح أوكرانيا لعضوية الاتحاد الأوروبي، ولسنا بحاجة إلى تسويات كهذه".

وأضاف "لأنه، صدقاً، لن تكون هناك تسويات مع أوكرانيا في ما يتعلق بأوروبا، سيكون تنازلًا آخَر بين أوروبا وروسيا".

طرح الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون مشروع "المنظمة السياسية الأوروبية" في 9 أيار/مايو أمام البرلمان الأوروبي في ستراسبورغ (شرق فرنسا)، في خضم مناقشة إطلاق عملية انضمام أوكرانيا التي تتعرض لهجوم روسي منذ 24 شباط/فبراير.

وقطعت روسيا إمدادات الغاز السبت عن فنلندا، عضو الاتحاد الأوروبي، وقالت شركة "غازبروم" الروسية العملاقة إن هلسنكي رفضت شروطها الجديدة المتمثلة في دفع ثمن مقابل الغاز بالروبل.

وأكدت شركة "غازوم" الفنلندية أنها تستطيع الحصول على الغاز من موردين آخرين ومواصلة أنشطتها "بشكل طبيعي".

وأثارت الدولة الاسكندينافية المحرومة أصلا منذ منتصف أيار/مايو من وارداتها من الكهرباء الروسية، غضب موسكو من خلال قرارها التقدم مع السويد بطلب لعضوية حلف شمال الأطلسي. وبذلك تنضم فنلندا إلى بولندا وبلغاريا التي قطعت "غازبروم" الغاز عنها لأنها رفضت الدفع بالروبل.

العالم

التعليقات (0)

لا توجد تعليقات حتى الآن

الرد كضيف

هل ترغب في تلقي إشعارات؟
ابق على اطلاع بآخر أخبارنا وأحداثنا.