Erbil 15°C الجمعة 19 نيسان 03:24

رغم كونه الأكثر تضرراً من التغير المناخي.. العراق يرفض مبادرة سعودية لزراعة نحو 6 ملايين دونم من صحرائه

مشروع الشرق الأخضر لزراعة نحو ستة ملايين دونم من أراضي محافظات الأنبار والنجف والمثنى
Zagros TV

زاكروس عربية - أربيل

يؤكد تقرير سري كشف عنه مجلس الاستخبارات القومي الاميركي ان العراق سيكون من بين اكثر دول العالم تضررا بالتغير المناخي ما لم يتم تدارك وضعه، وفيما يؤكد خبراء أن أية حلول ترقيعية لن تكون ناجعة، وانه بحاجة الى حلول مستديمة يكشف متخصصون ان مبررات العراق رفض مشروع الشرق الاوسط الأخضر بقلة المياه الجوفية غير مقنعة.

انها نذر حقيقية، ولكن ليست على طريقة بعض رجال المنبر الديني عند تفسيرهم ظاهرة الانقلاب القاسي للمناخ بانها من علامات الساعة التي اختص بها العراق وحده، وهي ليست عابرة بأنها منخفض جوي قادم من شمال افريقيا، كما تعلن هيئة الأنواء، وانما حقيقتها تكشف عنها تقارير دولية متخصصة تؤكد ان العراق سيكون من بين اكثر الدول تضررا بالمتغيرات المناخية خلال العشرة الأعوام المقبلة ما لم يتدارك وضعه.

ويؤكد تقرير سري لمجلس الاستخبارات القومي الاميركي، وتم الكشف عنه استباقا لمؤتمر المناخ في غلاسكو والمقرر عقده في نهاية تشرين الاول المقبل؛ ان العالم سيمر بتحولات خطيرة جدا.

واذا صرفنا النظر عن الاسباب التي أدت الى تأثر العراق بالمنخفض الجوي الافريقي على النحو الذي نشهده دون دول اخرى؛ فلا يمكن غض الطرف عن الحلول المتاحة، او تلك التي كانت متاحة.

لعل من الأجدر المرور الى أهمها واقربها وهو حاجة العراق الى حلول استراتيجية، وأهمها ايقاف زحف الصحراء.

قدرة العراق الحالية وبفضل سياساته الاقتصادية والمالية العشوائية بما يعتريها من مفاسد على جميع المستويات، تمنعه من اعتماد الحلول المكلفة مالا ووقتا وجهدا.

بطريقة غير مدروسة وغير مفهومة ابلغ العراق المملكة العربية السعودية صاحبة مبادرة الشرق الاوسط الأخضر بانه لن يتمكن من توفير كميات المياه اللازمة للمشاركة في المشروع التي تكفلت به المملكة، لزراعة نحو ستة ملايين دونم من اراضي محافظات الانبار والنجف والمثنى.

المبادرة التي اعلن عنها ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان والتي زعق الزاعقون وقالوا بانها وسيلة سعودية لوضع قدمها في العراق لمواجهة المد الايراني، كانت من ضمن مشروع استراتيجي خططت له المملكة ويستهدف تخضير الصحراء وزراعة نحو ٥٠ مليار شجرة في شبه الجزيرة والخليج والعراق، ولا علاقة لها بإيران لا من بعيد ولا من قريب.

جاء رفض العراق للمبادرة وبحسب تبريرات وزارتي الزراعة والري بان العراق لن يتمكن من توفير المياه الكافية للمشروع، فيما يؤكد اختصاصيون ان هناك مغالطات في التقرير العراقي المقدم للجانب السعودي.

ويوضح خبير مائي خارطة احتياطي المياه الجوفية في العراق بانه من الصحيح أن أرقام امدادات المياه الجوفية من الأمطار غير كبيرة، لكنها في عموم الصحراء الغربية تبلغ 3.06 مليار متر مكعب في السنة، وفي حال تم استنزاف الاحتياطي المتجدد فهناك كميات هائلة من الاحتياطي الثابت تحت الاحتياطي المتجدد تسد النقص.

ويمضي خبير المياه الجوفية سعد ابراهيم السام للقول ان المشروع كان فرصة لا تعوض لتطوير الصحراء الغربية.

ان ما يرفض جزؤه لا يترك كله، واذا كانت قدرة العراق بما يمتلك من مياه جوفية تكفي لسد جانب من المشروع فلم يرفض جميعه، وقليل افضل من لاشيء، لكن ساكني الخضراء لهم رأي آخر.

تقرير: كمال بدران

العراق

التعليقات (0)

لا توجد تعليقات حتى الآن

الرد كضيف

هل ترغب في تلقي إشعارات؟
ابق على اطلاع بآخر أخبارنا وأحداثنا.