Erbil 15°C الجمعة 29 آذار 07:58

"الواسطة" بوابة سحرية للحصول على وظيفة في العراق

في كل المؤسسات الرسمية في أنحاء البلاد
Zagros TV

زاكروس عربية – أربيل

حصل الابن الأكبر بين أولاد أبو زينب الخمسة، وحده على وظيفة، بينما الأربعة الآخرون لا يزالون عاطلين عن العمل. ولجأ من أجل ذلك الى "الواسطة"، الورقة الرابحة للعمل والظاهرة المنتشرة في كل المؤسسات الرسمية في أنحاء البلاد.

ومهما كان مستوى الوظيفة، مدنية أو في الأجهزة الأمنية، الواسطة التي تتم عبر روابط عائلية أو صداقات أو محسوبيات سياسية ودعم أحزاب سياسية، هي مفتاح تأمين المستقبل. وباتت هذه القناعة راسخة بين الشباب الذين يعاني أربعون في المئة منهم من البطالة.

ويقول أبو زينب، وفق ما نقلت عنه فرانس برس، "كل أولادي، بينهم ثلاث بنات، أكملوا دراستهم الجامعية، لكن من دون فائدة لأن واحدا منهم فقط يعمل والباقون يحاولون دون فائدة".

ويضيف "الطريقة الوحيدة التي ساعدت ابني هي واسطة قام بها أحد أقاربنا"، فوُظّف في مؤسسة حكومية.

ويقول الأب بحسرة "لا أدري أين ستصل بنا الأمور. الفقر يدفع الناس للواسطة، والجماعة (السياسيون) يعيشون في عالم آخر".

وأفاد استطلاع للرأي أعده البنك الدولي ونشر عام 2019، أن ما لا يقل عن 95% من العراقيين على قناعة بأن الوظيفة تتطلب "غالباً أو أحياناً" العثور على واسطة.

ومقابل الواسطة، يضمن من يقوم بها إما ولاء سياسيا وإما مقابلا ماليا أو خدماتيا.

وتسببت هذه الظاهرة بخلق تفاوت اجتماعي وشعور باليأس لدى كثيرين، خصوصا بين الشباب، من صعوبة تحقيق مستقبل أفضل.

الباحث العراقي ثامر الهيمص، يقول في تصريح لفرانس برس إن "المجتمع كله يتفق بأنه بدون واسطة لا يمكن أن تصل الى ما تريد"، مشيرا الى أن "الظاهرة قديمة لكنها تطورت في الآونة الأخيرة".

ويضيف "ضعف القانون هو سبب وجود الواسطة".

ويرى الهيمص أن انتشار الواسطة "يعرقل التطور"، و"يلعب دوراً في الهجرة".

ووفقا لمنظمة الشفافية الدولية، يأتي العراق في المرتبة 160 بين 180 دولة تعاني من الفساد في العالم.

ووفقا للأمم المتحدة، يعيش ثلث العراقيين، 40 مليون نسمة، تحت خط الفقر رغم الموارد النفطية الكبيرة لبلادهم.

ويروي عمران (32 عاما) الحاصل على شهادة جامعية في علم الاجتماع، "حاولت أكثر من عشرين مرة أن أعمل في أي مؤسسة بلا فائدة"، مضيفا "عندما التحقت بحزب إسلامي، دعمني الحزب واشتغلت في (سلك) الشرطة".

وأشار تقرير للبنك الدولي، والذي نشر عام 2017 الى أن العراقيين يقفون طوابير من أجل وظائف في القطاع الحكومي، سعيا وراء الأمن الوظيفي والأجور العالية، بالإضافة الى نظام التقاعد، وهو بين أسخى الأنظمة في العالم.

بالتالي، تزايد عدد العاملين في القطاع الحكومي بين عامي 2003 و2015، من 900 ألف إلى أكثر من ثلاثة ملايين، وأصبحت الدولة أكبر رب للعمل وباتت الرواتب التي تدفعها تمثل الجزء الأكبر من ميزانية البلاد.

ولفت البنك الدولي الى أن "الزيادة الهائلة في التوظيف الذي قامت به الاحزاب منذ عام 2003، كانت بين عوامل التضخم في وظائف القطاع الحكومي".

العراق

التعليقات (0)

لا توجد تعليقات حتى الآن

الرد كضيف

هل ترغب في تلقي إشعارات؟
ابق على اطلاع بآخر أخبارنا وأحداثنا.