Erbil 15°C الخميس 28 آذار 16:37

مراقبون: المحتجون الخاسرون يصعدون لضمان الامتيازات وتحسين شروط التفاوض

التصعيد "سيقابل برد قاس مؤطر بقبول دولي"

زاكروس عربية – أربيل

رغم ما تظهره القوى الخاسرة في الانتخابات التشريعية العراقية من عدم لين موقفها وتلوحيها بالتصعيد المستمر تارة خطابياً  عبر رفع سقف المطالب وأخرى ميدانياً مع اقتحام مشاركين في تلك الاعتصامات بوابة الجسر المعلق المؤدي إلى المنطقة الخضراء وسط بغداد قبل التراجع، إلا أن الاعتقاد السائد لدى المحليين يختلف عن هذه الصورة بالمطلق ويلخصونها بـمحاولة "تحسين شروط التفاوض" وعدم خسارة "امتيازات" يتمتعون بها إلى الآن.

الاعتراف الدولي من مجلس الأمن والاتحاد الأوربي بمخرجات مفوضية الانتخابات من نتائج قوض إلى حد كبير إمكانية الخاسرين من المضي في التصعيد والذهب به إلى حدود المغامرة، إذ أنها تدرك أن هكذا توجه سيقابل برد قاس مؤطر بقبول دولي، لذا فأن السعي كله هو للبحث عن "معالجات مرنة" تحفظ ماء الوجه أمام الأنصار ويحفظ مكاسبهم السياسية من خلال الوصول إلى تسويات،وفق لمراقبين.

أضاف لذلك أن التيارات والأحزاب التابعة لـ"الإطار التنسيقي للقوى الشيعية" ليست على قلب واحد، فلم يزج زعيم "تيار الحكمة" عمار الحكيم، بأنصاره في تلك الاعتصامات فيما تتحدث التسريبات عن احتمالية انسحابه رفقة رئيس "ائتلاف النصر" رئيس الوزراء الأسبق حيدر العبادي من الإطار التنسيقي للقوى الشيعية.

وأشار رئيس مركز التفكير السياسي الدكتور إحسان الشمري، إلى أن المخاوف على "الحصانة السياسية" التي تتمتع بها الواجهات السياسية للفصائل الولائية هي التي صعدت الموقف، مبيناً أن تلك الأطراف تشعر بـ"قلق عميق" من احتمالية تفكيك عناصر قوتها مع خسارتها الغطاء البرلماني.

لافتاً أن "قلق تلك الأطراف على مستقبل الفصائل المسلحة والسيطرة على هيئة الحشد الشعبي هو المحرك الرئيس لها، وهو الذي دفعها للتلويح بتهديد السلم الأهلي بحثاً عن ضمانات في المرحلة المقبلة"، خصوصاً مع حديث الصدر المتكرر عن دمج الميليشيات و"الحشد" ضمن الأجهزة الأمنية.

كما يرى مراقبون أن حراك الخاسرين ربما ينتهي في أي لحظة، خصوصاً مع فقدانه تأثيره تدريجاً بالإضافة إلى أنه أقل تأثيراً من المتوقع وهو ما أدراكه زعيم التيار الصدري، مقتدى الصدر، الذي تحول خطابه من امتصاص موجة الغضب إلى مواقف أكثر حزماً مثلما جاء في تغريدة له أمس السبت، أكد فيها أن " جر البلد إلى الفوضى وزعزعة السلم الأهلي بسبب عدم قناعتهم بنتائجهم الانتخابية لهو أمر معيب يزيد من تعقيد المشهد السياسي والوضع الأمني بل يعطي تصوراً سلبياً عنهم، وهذا ما لا ينبغي تزايده وتكراره".

يأتي هذا فيما يعقد زعماء القوى والكيانات الخاسرة ، مساء اليوم الأحد، اجتماعا موسعا في بغداد دعا إليه رئيس الوزراء الأسبق نوري المالكي، يضم قادة "الإطار التنسيقي للقوى السياسية الشيعية"، لبحث نتائج الانتخابات .

وقال المالكي، في بيان له، إن الاجتماع المقرر مساء اليوم يهدف إلى "حل أزمة نتائج الانتخابات" العراقية، مضيفاً أن "الاجتماع سيبحث الأفكار والآليات لمعالجة واحتواء الأزمة ومنع تداعياتها، وإعطاء المتضررين حقهم بموجب الدستور والقانون، حتى لا تخرج المطالبات عن إطارها الشرعي"، وشدد على أنّ "الاجتماع سيكون لأجل حلّ الأزمة وليس تحالفًا سياسيًا".

 

العراق

التعليقات (0)

لا توجد تعليقات حتى الآن

الرد كضيف

هل ترغب في تلقي إشعارات؟
ابق على اطلاع بآخر أخبارنا وأحداثنا.