Erbil 15°C الجمعة 19 نيسان 16:34

بانتظار تطبيق تفاهمات روسية تركية حول "محطة علوك" صهاريج المياه تغزو الحسكة

أزمة مياه في المدينة
Zagros TV

زاكروس عربية - أربيل

ستصدفهم في الطرقات محملة ذاهبة أو فارغة عائدة، فحيثما تلفت ستصدف صهاريج المياه تفرغ حمولتها في الخزانات المنزلية أو تستعد لذلك، حجم انتشارها الكثيف وانشغال الأهالي بمد الخراطيم طويلة لتعبئة خزاناتهم وعلامات الإرهاق والحيرة والخوف ترتسم على محياهم وكأن قريباً لهم فقد للتو، إلا أن معاناة أهالي الحسكة من قطع المياه لا تنته هنا.

نحو مليون شخص من سكان مدينة الحسكة بين مقيم ونازح إليها يعيشون تحت تهديد التعطيش، مع الوقف المتكرر من جانب الحكومة التركية لضخ المياه من آبار محطة علوك في سري كانييه/رأس العين التي دخلت إليها برفقة فصائل "الجيش الوطني" السورية، إذ تشكل المحطة المصدر الرئيس والوحيد لتزويد المدينة بمياه الشرب.

تفاهمات سياسية

بعد آخر انقطاع استمر اسبوعاً كاملاً، تم يوم أمس الجمعة (10 تموز 2020) تشغيل 20 بئراً في محطة علوك وضخ المياه إلى خزانات التعبئة في منطقة الحمة، إثر اتصالات "أجرتها القوات الروسية العاملة في سوريا مع الطرفين الأمريكي والتركي"، وفق ما أوردته وكالة سبوتنيك الروسية.

كما نقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) عن مدير مؤسسة المياه في الحسكة، المهندس محمود العكلة أنه سيتم مباشرة طخ المياه إلى الأحياء الشرقية عصر اليوم، مشيراً إلى أن المؤسسة "ستعاود تطبيق برنامج التقنين المائي المقسم إلى 5 قطاعات بمعدل ضخ مياه يوم واحد لكل قطاع".

أشارت "سبوتنيك" إلى أن تركيا تقطع المياه بحجة قيام قوات سوريا الديمقراطية بقطع التيار الكهربائي المغذي لمحطة "مبروكة" من سد تشرين الخاضع لسيطرة قسد، بغية إيصال الكهرباء لمنطقتي كري سبي /تل أبيض وسري كانييه/رأس العين الواقعة تحت سيطرة الطرف التركي.

في سياق قريب، قالت "الرئيسة المشتركة" لمديرية المياه التابعة لـ "الإدارة الذاتية"، سوزدار أحمد، إن "الإدارة تحاول حل مشكلة المياه عن طريق حفر آبار في المنطقة، وبالفعل دخلت تلك المشاريع حيز التنفيذ منذ مدة، إلا أن أي مشروع حفر يتطلب مدة من الوقت مدةً لا تقل عن السنة".

معادلة ثقيلة

بعد أن أوقفت تركيا ضخ المياه من محطة علوك لأول مرة في 24 شباط الماضي، طالبت "الإدارة الذاتية" بالكهرباء مقابل إعادة ضخ المياه من محطة علوك، وعقب القائد العام للقوات الروسية في منطقة شمال سوريا، الجنرال أليكسي أناتولي، إثر لقاء مع قائد مركز التنسيق التركي، الجنرال برهان اكتاش بعد أقل من 24 ساعة من إيقاف الضخ لأول مرة من المحطة، واصفاً عملية القطع بـ “العمل غير الشرعي وغير الأخلاقي”، لكونه “حدث دون سابق إنذار”، وأضاف أناتولي أن الجنرال التركي طالبه صراحة بمد منطقتي رأس العين وتل أبيض  بـالكهرباء من سد تشرين مقابل إعادة ضخ المياه.

إلى أنه رغم قيام ورش الصيانة التابعة لـ "الإدارة" بإعادة مد خطوط الكهرباء الواصلة إلى المحطة "إلا أن تركيا لم تفِ بالتزاماتها" بحسب أناتولي.

كما أشار تقرير لمؤسسة "ماري" صدر في 4 حزيران الماضي، أن تركيا لم تتوقف عند محطة علوك فقط، بل تجاوزته إلى نهر الفرات ففي منتصف نيسان الماضي، انخفضت كمية المياه القادمة من تركيا إلى أدنى مستوياتها، والتي بلغت نحو 200 م3/ثا، بعد أن كانت تصل ببعض الأحيان إلى نحو 1000 م3/ثا، لكن وسطياً كان التدفق يتجاوز الـ 500م3/ثا، بحسب إدارة السدود في شمال سوريا.

وأشار التقرير إلى اتفاقية مشتركة بين سوريا وتركيا، وقعت عام 1987، تقضي يأنه يجب أن يزيد معدل تدفق مياه نهر الفرات عن 500 م3/ثا، لكن بحسب الأرقام الواردة حالياً للمياه المتدفقة من تركيا إلى سوريا، فإن نسبة المياه القادمة لا تصل إلى 40% مما كانت عليه سابقاً.

تحذيرات واتهامات

حمل المجلس الوطني الكوردي في سوريا "الإدارة الذاتية" تبعات الوضع الاقتصادي في كوردستان سوريا، وقال بيان صادر عن المجلس إنه "يشارك المواطنين همومهم وأوجاعهم يُحمّل ادارة PYD، التي تتحكم بثروات المنطقة وإيراداتها، مسؤولية ما آلت اليه أوضاع الناس وعدم تمكُّنهم من تأمين احتياجاتهم المعيشية والدوائية".

وأشار بيان المجلس إلى "إيقاف متعمّد" لضخّ المياه من محطة علوك الواقعة تحت سيطرة المجموعات المسلحة التابعة لتركيا. مناشداً الولايات المتحدة وروسيا، كونهما وقعتا اتفاقيات ثنائية مع تركيا، "بالضغط عليها لضمان الضخ المستمر للمياه الى الحسكة وعدم إخضاع حياة المواطنين للصراعات بين الأطراف المتنازعة".

إلا أن آلدار خليل، الرئيس المشترك للهيئة التنفيذية في PYD، عبر "تغريدة" في تويتر، رد على منتقدي "الإدارة" بأنها "لا تملك عصا سحرية"، وأنه "يجب ألا نثقل كاهلها ونتجاهل مسببات المشاكل"، متهماً بعض المنتقدين بالتماهي مع الرؤية التركية "أهم أهداف تركيا هي كسب الأقلام التي تطالب اليوم الإدارة وتنتقدها لأسباب ظناً منهم إنها نتيجة الإهمال، وبأمور ليست الإدارة هي السبب فيها في الوقت الذي كان الأجدر بهذه الأقلام أن تفضح تركيا وسياساتها".

رغم تأكيده على أن (الإدارة) "مطالبة بأن تجد الحلول وتبحث عن البدائل دوماً خدمة لشعبها"، محذراً من وجود "من يستغل كل شيء، وهناك من يحتكر".

تطالب منظمات حقوقية بتحييد مشكلة المياه والكهرباء والموارد الأخرى، خاصة في ظل هذا الوضع الحرج ووجود مشاكل كالحرائق وجائحة كورونا، وعدم إخضاعها لأي سلطة أو جهة تحاول الابتزاز لغرض المكاسب على الأرض، مؤكدة على أن يجب أن يستفيد منها جميع السكان المحليين، مقترحين اخضاعها لمراقبة دولية وعدم إخضاعها لسيطرة أي طرف.

كوردستان

التعليقات (0)

لا توجد تعليقات حتى الآن

الرد كضيف

هل ترغب في تلقي إشعارات؟
ابق على اطلاع بآخر أخبارنا وأحداثنا.