Erbil 15°C الخميس 02 أيار 05:32

رواية "بغداد 91".. مذكرات صبي بعمر الـ12 عاماً في الحرب 

Zagros TV

 

زاكروس – أربيل 

لا تزال أحداث حرب عاصفة الصحراء التي شنتها الولايات المتحدة ضد العراق عام 1991 نتيجة اجتياحه للكويت، أثرها يتردد على الذاكرة العراقية، فهذا الحرب العبثية من كلا الطرفين أدخلت العراق والشعب في نفق مظلم لا نهاية له وما تلاها من سنوات عجاف نتيجة الحصار الاقتصادي وتردي الواقع المعيشي  كان نتيجة طبيعية لما آلت إليه أمور البلاد والعباد بعد هذه الحرب.

بغداد 91 رواية عراقية جديدة صدرت مؤخراً عن دار منشورات وتر في البصرة وكان لها حضور واسع في معرض بغداد الدولي للكاتب العراقي والمقيم في باريس منذر المدفعي. 

الرواية عبارة دفتر مذكرات كان يحتفظ به الكاتب عندما كان بسن 12 عاما دون من خلاله جميع الظروف والتحولات التي احاطت بالاسرة والمجتمع العراقي نتيجة الحرب. 

تبدأ الرواية ببداية المذكرات حيث يدون البطل يومياته والتي تتضمن نشاطاته اليومية في البيت والمدرسة وحبه اللامحدود لشخصية الرجل الخارق "سوبرمان" وحرصه على شراء وجمع مجلات الرجل الخارق والتي كانت تصدر بنسختها العراقية انذاك عن دار وثقافة الاطفال. 

من خلال مذكرات الصبي يقف القارئ على العديد من الأمور المهمة ومنها واقع الأسرة العراقية التي كانت تعيش بأمان واستقرار وهي تلملم شتات حرب الثمانينيات التي انتهت للتو وأخذت معها الملايين وهي تحاول أن تعيد وتصلح ما يمكن إصلاحه.

ينتقل الكاتب بنا من خلال المذكرات إلى مرحلة ما قبل حرب عاصفة الصحراء واجتياح النظام السابق لدولة الكويت وما تلاها من تحذيرات دولية ومناشدات للنظام بضرورة الإسراع من الانسحاب من الكويت قبل أن تحل الكارثة حيث ينقل لنا الكاتب من خلال مذكراته مقتطفات من خطابات الرؤساء العرب والأجانب ومنهم الرئيس المصري حسني مبارك وملك الأردن وذلك من خلال الراديو الذي كان رفيقاً غير مرحب به من قبل الكاتب خلال مراحل الرواية وحتى وقوع الحرب والتحاق والدد البطل بالخدمة العسكرية ورصده للحظات المرعبة التي كانت تعيشها الأسر العراقية تحت وقع القصف الشديد الذي طال مدن العراق وبغداد تحديداً والذي دفعها إلى الهجرة نحو شمال العراق هرباً من جحيم ذلك القصف.

إن رواية "بغداد 91" ليست مجرد عودة للذاكرة العراقية إلى أيام عاصفة الصحراء إنما هي الحلقة الأولى والرئيسية للمأساة العراقية والتي لا تزال حاضرة حتى اليوم.

الرواية كتبت بأسلوب سهل وسلسل بعيداً عن الإسهاب والتعقيد والخروج عن الأفكار، الشخصيات العراقي منذر في هذه الرواية كانت تسير سيراً متناسقاً مع حركة السرد حيث حافظ الكاتب المدفعي على هذا النسق ما بين الشخصيات والسرد وهذا ما أضفى طابعاً مميزاً لهذه الرواية العراقية بامتياز. 


 

الأخبار الثقافة والفن

التعليقات (0)

لا توجد تعليقات حتى الآن

الرد كضيف

هل ترغب في تلقي إشعارات؟
ابق على اطلاع بآخر أخبارنا وأحداثنا.